الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يسيطر عليه طلاب المدارس الدينية المتشددة.. المقاومة تفقد لواء جولاني تاريخه بالمعارك

قوات لواء جولاني
قوات لواء جولاني

بينما لا تزال رحى الحرب دائرة داخل قطاع غزة، وتحتدم عمليات القتال بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي والتي وصلت إلى يومها الـ77، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، سحب لواء جولاني من القطاع بعد ستين يوما من القتال تكبد فيها خسائر كبيرة، بحسب القناة الـ13 الإسرائيلية، فإن جنود "جولاني" "غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم".

ويأتي انسحاب جولاني الذي يمثل 40% من قدرات القوات المتوغلة داخل غزة، بعدما تكبد اللواء على مدى الأسابيع الماضية خسائر كبيرة خلال حربه في غزة، حيث قتل وأصيب المئات من ضباطه وجنوده "ففي الرابع عشر من ديسمبر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي أن ضابطا يتولى قيادة كتيبة في لواء "جولاني"، أصيب خلال انفجار وقع في قطاع غزة".

سحب لواء جولاني بغزة

وقال الجيش الإسرائيلي، إن قائد قاعدة التدريب في لواء "جولاني" المقدم شاعر بركاي، أصيب بجروح متوسطة في جنوبي قطاع غزة، مضيفا أن "بركاي أصيب خلال انفجار، أصيب فيه أيضا 5 جنود آخرين بجروح وصفت بالخطيرة".

فيما أشار بعض المحللين العسكريين، إلى إن "مقتل ما يقرب من جنود أربع دوريات في حي الشجاعية، أي أكثر من 11 فردا معظمهم ضباط، بينهم عقيد وقائد سرية وقائد فصيل، دفع تل أبيب إلى ضرورة سحب اللواء لإعادة تقييم عمله وتقويمه".

وفق كثير من الخبراء العسكريين، فإن سبب القرار تنظيمي يهدف إعادة بناء استراتيجية عمل اللواء داخل القطاع، خاصة عقب تعرضه لضربة قوية، بل إن البعض في الداخل الإسرائيلي وصف مهمته بـ "الفاشلة"، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

كل ذلك عزز الخشية على سمعة اللواء الذي يعد مختصا في العمليات الخاصة والحروب التي تعد حاسمة لإسرائيل، بحسب مونت كارلو الدولية.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن الخسائر اليومية لهذا اللواء عالي التدريب لا تؤكد فقط خللا في طريقة عمله، بل "تبرز تفوق المقاومة في معرفة آلية عمله، وجاهزية لمواجهته داخل قطاع غزة".

وأثار سحب لواء جولاني مخاوف من تأثيره على معنويات باقي ألوية وفرق الجيش، التي قد تثار في صفوفها مخاوف بشأن أسباب ذلك، خاصة وأن خسائر الأفراد لا يمكن ترميمها بسهولة، إذ تتطلب وقتا وجهدا كبيرين.

فيما يعد لواء جولاني أحد أكبر وأهم الألوية في الجيش الإسرائيلي، إذ يتم اعتبار أفراد كتيبته بمثابة نخبة الجنود والعسكريين.

ويعرف جولاني أيضا باسم "لواء الشعب"، ويحمل شعارات فخر الوحدة وصلتها القوية بالشعب اليهودي، إضافة لكونه اللواء الوحيد الذي يمتلك السيارة المدرعة "نمار"، وليس هذا فقط إنما الأسلحة الشخصية للمقاتلين في اللواء هي أسلحة مختلفة، مثل أسلحة إطلاق النيران الرشاشة، وقاذفة القنابل اليدوية، والمدفع الرشاشة، بالإضافة إلى الأسلحة الشخصية.

ويرتدي جنود اللواء قبعة بنية ويسمون قوات الصدمة لأنهم يكونون في طليعة القوات البرية خلال الاشتباكات المفتوحة في الهجوم البري، وذلك لجرأتهم - كما تصفهم أدبيات العقيدة العسكرية الإسرائيلية- وتحملهم خسائر ضخمة من منطلق سياسي وديني ودوافع خاصة أخرى كاستعادة أراضيهم كما في العهد القديم.

وهذا النوع من الوحدات الخاصة يعمل على التسلل عبر دفاعات العدو والهجوم على مناطقه الخلفية الضعيفة، فيما شاركت وحدة جولاني الخاصة في الصراع اللبناني الإسرائيلي في يوليو 2006، ودارت معركة طاحنة بينها وبين حزب الله في بنت جبيل قضى فيها 15 جنديا إسرائيليا.

القوات البرية الإسرائيلية

من جانبه تحتل القوات البرية الإسرائيلية المركز الأول والأساسي داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكونها القسم الأهم داخله، إذ تُخصص له ميزانيات ضخمة بشكل سنوي، فضلا عن احتوائه على النصيب الأكبر من عدد الجنود والضباط، ويضم نحو نصف مليون جندي تقريباً، نسبة مهمة منهم من قوات الاحتياط.

ويعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي على سلاح البر أو "زروع هيابشة" وتعني "ذراع اليابسة" باللغة العبرية، بشكل كبير، إذ يُسند إليه كثير من المهمات الصعبة، التي تحتاج إلى تكتيكات يستحيل على باقي الأقسام المكونة للجيش الإسرائيلي تنفيذها، مثل سلاحي الجو والبحرية .

ويعمل في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 646 ألف جندي، منهم 173 ألف جندي يعملون في الخدمة، فيما نحو 464 ألف جندي في قائمة الاحتياط، تم استدعاء أعداد كبيرة منهم، عندما قرر الجيش الإسرائيلي شن الهجوم البري على قطاع غزة.

وينقسم سلاح البر الإسرائيلي إلى خمسة فيالق رئيسية، بحيث يضم كل فيلق كثيراً من الألوية، كما تنقسم الأخيرة أيضاً إلى كتائب ووحدات. وتتبع وزارة الدفاع الإسرائيلية بشكل تسلسلي، فيما يأتي فيلق المشاة على رأسهم، بحسب trt التركية.

ويعتبر فيلق المشاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي القسم الأبرز داخل القوات البرية الإسرائيلية، إذ توليه وزارة الدفاع العبرية أهمية قصوى لدوره الكبير في مختلف المعارك التي خاضها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ تأسيسه سنة 1948 حتى الآن، فيما يمكن تقسيم فيلق المشاة كما يلي:

لواء ناحال: شكل هذا اللواء الذي يصنف ضمن ألوية النخبة داخل سلاح فيلق المشاة، سنة 1982، في أثناء ما سمي "حرب لبنان"، إذ استدعت الضرورة العسكرية تشكيله في أثناء هذه الحرب، وتعد أول إختبار حقيقي له.

ويطلق على هذا اللواء باللغة العبرية "نوعار حالوتس لوحيم" وتعني "شباب الطليعة المقاتلة". وشارك في كثير من المعارك التي خاضها جيش الاحتلال، على حربي لبنان 1982 و2006، فضلاً عن دوره الكبير في استهداف الفلسطينيين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، إلى جانب مختلف الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

لواء كفير: يطلق على هذا اللواء أيضا اسم "اللواء رقم 900"، إذ يضم ست كتائب رئيسية، الكتيبة 90 نحشون، الكتيبة 92 شمشون، الكتيبة 93 هارون، الكتيبة 94 دوشيفات، الكتيبة 96 لافي "دحُلت في شهر يوليو سنة 2015" والكتيبة 97 نتزاح يهودا.

حسب تقارير إعلامية، فإن لواء كفير منذ تأسيسه في السادس من شهر ديسمبر سنة 2005، كان المسؤول الأول عن التنكيل بالفلسطينيين في الضفة الغربية وفي الداخل المحتل، إذ نفذ أكثر من 70% من مجموع عمليات الاعتقال التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة.

لواء جولاني: يقع مقر هذا اللواء في منطقة الجليل، ومنها اشتق اسمه، كما يشتهر أيضاً باسم اللواء 1، يصنف ضمن ألوية النخبة داخل سلاح المشاة الإسرائيلي. وأسسه في تاريخ 22 فبراير سنة 1948، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي، دافيد بن جوريون.

فرق وألوية جيش الاحتلال 

شارك لواء جولاني في عديد من المعارك منذ تشكيله قبل 75 عاماً، أبرزها العدوان الثلاثي على مصر أو حرب 56، إذ قام هذا اللواء باحتلال شبه جزيرة سيناء المصرية، فضلاً عن احتلاله هضبة الجولان السوري، والضفة الغربية معاً في حرب 67، "أغلب المنتمين إلى هذا اللواء هم من طلاب المدارس الدينية المتشددة داخل إسرائيل".

لواء المظليين: يعرف لواء المظليين أيضاً باسم اللواء 35، التي تعد من أهم ألوية المشاة داخل القوات البرية الإسرائيلية. وشُكل هذا اللواء سنة 1955، بهدف تطوير المهارات القتالية داخل جيش الاحتلال العبري.

ويخضع المنتمين إليه إلى تدريبات عسكرية شاقة ومكثفة، مثل اللياقة البدنية والمهارات القتالية العالية، فضلاً عن التدريب حول القفز، إلى جانب عمليات القتال المدن "حرب المدن". ويتخذ لواء المظليين من الأفعى الطائرة شعاراً له.

لواء عوز: يطلق عليه أيضاً اسم اللواء 89، نسبة إلى ترتيبه داخل الجيش الإسرائيلي، ومنذ تأسيسه في السابع والعشرين من شهر ديسمبر سنة 2015، تخصص هذا اللواء في العمليات الخاصة بشكل كامل ويلقب بلواء الكوماندوز، إذ يشبه إلى حد كبير فوج "الصاعقة 75" في الجيش الأمريكي.

تأسس لواء عوز، وفق خطة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، الفريق غادي أيزنكوت، بناء على خبرته في حرب لبنان الثانية سنة 2006، وخلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر سنة 2014، فيما يتكون الفيلق الآن من 3 وحدات، وحدة ماجلان (212)، وحدة دوفديفان (217) وحدة ايجوز (621).

لواء جيفعاتي: شكل هذا اللواء في شهر ديسمبر عام 1947، وجرى حله في سنة 1956، لكن شُكل مرة أخرى سنة 1983، فيما يخضع اللواء لأوامر القيادة العسكرية في المنطقة الجنوبية منذ سنة 1999، ويضم 10 كتائب وسرايا أبرزها كتيبة تسابار "كتيبة المتشددين" وسرية ديكلا.

يطلق على هذا اللواء تسميات مختلفة، مثل اللواء 84، لأن هذا هو رقمه داخل الجيش الإسرائيلي، أو اللواء الأرجواني، نسبة إلى لون قبعات البنفسجية، كما يطلق عليه أيضاً اسم اللواء الثعلب، بسبب وجود شكل ثعلب أحمر في شعاره الرسمي.

لواء بيسلماخ: على عكس باقي الألوية داخل سلاح المشاة الإسرائيلي، التي تختص بالعمليات القتالية، يختص لواء بيسلماخ أو اللواء (828) في غالب الأحيان بعمليات تدريب العناصر المنتمية إليه، وبخاصة في زمن الحروب وحالات الطوارئ، لكن تشارك في القتال في بعض الأحيان.

ويشتهر هذا اللواء بكون عناصره أول من فرض الحدود مع قطاع غزة، منذ تحريره سنة 2005، فيما يتكون لواء بيسلماخ من ثلاث كتائب عاملة "الكتيبة 17 والكتيبة 906 والكتيبة 450".

إضافة إلى ذلك يوجد فيلق المدرعات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفيلق المدفعية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفيلق الهندسة القتالي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفيلق الاستخبارات القتالي في جيش الاحتلال الإسرائيلي.