الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد الدعوة إلى غزو لبنان.. مصير قاسٍ ينتظر إسرائيل من حزب الله

صدى البلد

دعت صحيفة هآرتس العبرية، إسرائيل، بقيادة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى غزو لبنان ، وشن عملية عسكرية برية داخل الأراضي اللبنانية، على غرار العملية البرية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة حاليا.

هل تتحول لحرب إقليمية؟

قالت الصحيفة العبرية إن “حزب الله اللبناني ملتزم تماما بتدمير إسرائيل، وارتكاب الفظائع، على غرار ما حدث في 7 أكتوبر، مثل حماس، ولكنه أكثر فتكا".

وأضافت هآرتس أن هجماتها الصاروخية والطائرات بدون طيار المتزايدة، وسلبية لبنان، تبرر انتقامًا واسع النطاق من قبل إسرائيل دفاعًا عن النفس.

وأردفت صحيفة هآرتس: “لا أحد يقول ذلك بصوت عالٍ، لكن إسرائيل ولبنان كانتا في حالة حرب منذ الثامن من أكتوبر الماضي، حيث قام حزب الله مرة أخرى بجر بيروت غير الراغبة في ذلك إلى معركة إيران الطويلة ضد الدولة اليهودية".

في هذا الصدد قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور إياد سكرية، إن هناك دول محيطة بفلسطين تدفع اثمان او التداعيات التي  تشملها الحرب منها لبنان مشيراً إلى ان الساحة اللبنانية تعاني في الأساس من الحرب الاهلية ، وعندما احتلت إسرائيل جنوب لبنان و مناطق بلبنان نشأت مقاومة رداً على الاعتداءات الإسرائيلية وهذه المقاومة لم تنشئ سراً بل هي مقاومة مدعومة من ايران ، مشيراً إلى أن ايران دعمت حزب الله بشكل كبير للغاية حتى اصبح حزب الله  طرف في الصراع الإقليمي و البعض يعتبر ان حزب الله ينفذ اجندة إيرانية ، ومن خلال حزب الله استطاعت جنوب لبنان ان تتحرر عام 2000 .

وأضاف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية خلال تصريحات لــ"ًصدى البلد" حزب الله لم يعلن الحرب بشكل رسمي بل هو يتبع استراتيجية المشاغلة، وبالنسبة لإسرائيل فهي تعتبر أن حزب الله أخطر عليهم من حركة حماس ، وحتى الان ترفض الولايات المتحدة الحرب على لبنان وتمنع نتنياهو بشن حرب على لبنان ولكن نتنياهو يرغب في الحرب على لبنان لتغطية الخسائر في غزة ولكي يعود لإسرائيل هيبة الردع ويعتبر هذا الوقت المناسب لضرب حزب الله.

واستكمل : إذا بادر العدو الإسرائيلي بحرب كبرى على لبنان، فبكل تأكيد  لبنان ستتكبد خسائر كبيرة ولكن في نفس التوقيت سيتكبد  العدو الإسرائيلي خسائر أكبر لان حزب يملك منظومة عسكرية قوية للغاية قد تفوق  حماس، وربما إذا اتسعت رقعة الصراع أن تتدخل إيران وتتحول إلى حرب إقليمية.

إياد سكرية

أكثر كلفة من حرب غزة

من جهته، قال محمد سعيد الرز المحلل السياسي اللبناني، إن المعادلة التي تشهدها الساحة اللبنانية الآن هي تبادل المعرفة بين الكيان الإسرائيلي والمقاومة التي يقودها حزب الله . فإسرائيل تعرف ان الحزب يملك ترسانة أسلحة متطورة لم يستخدم منها حتى الآن سوى 5 بالمئة، إضافة إلى صواريخ أرض جو، والفئات المتطورة من صواريخ كورنيت، التي تصل إلى الدرجة الخامسة، ولم يستخدم منها سوى الدرجة الأولى، إضافة إلى فصائل متنوعة من الأسلحة المتطورة الأخرى، والآلاف من المقاتلين الذين يملكون شحنا عقائديا يحبب الشهادة إليهم، كما أن تقارير المخابرات الإسرائيلية أشارت إلى أن الحرب مع لبنان، ستكون أكثر كلفة من الحرب على غزة.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" الساحة اللبنانية مفتوحة وليست محاصرة ومجالها ممتد شمالا وشرقا إضافة إلى أن اشتعالها بشكل شامل سوف ينقل الحرب الى الساحة الإقليمية،  وهذه المسألة هي محل دراسة دقيقة في الولايات المتحدة التي تملك مشاريع وبرامج تسعى لطرحها في المنطقة خلال مرحلة ما بعد الحرب ولا يفيد معها توسيع المعارك اكثر من الواقع الحالي ، ومن جهته فإن حزب الله ومعه ما يسمى محور المقاومة يدرك جيدا واقع الساحة اللبنانية والحسابات الإقليمية.

وأكمل: المعارضة اللبنانية ومعها الحكومة ترفض إدخال لبنان في حرب شاملة مع إسرائيل،  كما يعلم الحزب أن الجبهة الداخلية اللبنانية مخلخلة سياسيا وعلى الأخص اقتصاديا وماليا واجتماعيا وبالتالي فإن تكلفة هذه الحرب ستكون كارثية ولا قدرة للبنانيين على تحملها ، صحيح أن ترسانة الأسلحة موجودة وقوية ومن شأنها أن تكبد العدو خسائر فادحة لكن فاعليتها تتقلص عندما تكون الجبهة الداخلية رخوة يعيث فيها الفساد والتجويع والافتقار إلى أدنى مقومات الحياة ، كما أن الحزب يعلم أن إيران،  وهي سنده القوي ومرجعيته ليست بوارد الدخول في حروب كبرى ، وهي تحرص على التبرؤ من اي اتهام بالمشاركة في الحروب القائمة لا تخطيطا ولا تنفيذا ، حتى ولو تعلق الأمر باستهداف باخرة تجارية ، كما أن سوريا وهي العمق الطبيعي لمحور المقاومة غير قادرة على خوض الحروب بسبب وضعها الصعب ومواجهتها للحركات الانفصالية في مناطقها الشمالية .

وتابع: وفق هذه المقاربة فإن التوقعات تجمع على أن المواجهة في جنوب لبنان ستبقى محصورة ضمن حدودها فقد تتسع حينا أو تتقلص لكنها لن تتدحرج إلى حرب شاملة خاصة وأن حزب الله يعتبر نفسه جبهة مساندة لأهالي غزة ومقاومتهم،  وبدأت تلوح في الأيام الأخيرة توجهات نحو التفاوض ووضع حد للحرب في ضوء الصمود الأسطوري للمقاومة في غزة والخسائر الكبرى التي مني بها جيش الاحتلال والسقوط المعنوي لصورته ولمهمته في جريمة التطهير العرقي ولعجزه عن تحقيق اي هدف سياسي حتى الآن، و من هنا يرى كثير من المسؤولين اللبنانيين أن التهديدات الإسرائيلية لن تعدو كونها حربا نفسية وضغوطا سياسية حتى الآن  فالتطورات في النهاية تولد مما يجري على أرض الميدان ويتم رسمها في الدوائر المغلقة .

محمد سعيد الرز