البادية بالبقعة المباركة.. جبل موسى حياة قمة البساطة وتبعث في النفس السعادة

الحياة ببساطة حلم كل إنسان بالعودة للطبيعة وترك المدنية الحديثة بكل ما تحمل من ضغوط كبيرة علي الإنسان، ابتداء من الزحام والتكنولوجيا.. ولكن في جبل موسي يعيش بدو الجبالية الذين يعملون في خدمة الدير وعلي السياحة القادمة للدير، حياة بسيطة بدون تعقيد فهم يعيشون في استراحات بسيطة مليئة بالدفئ وأدوات قليلة لطهي الطعام، يركبون الجمال والحمير، ينامون في الكهوف الجبلية.

يقول صالح عوض، الدليل البدوي والمصور الفوتوغرافي الذي يوثق الطبيعة والتراث بسانت كاترين، إنه إذا كان من الصعب أن تعيش الحياة ببساطة فعليكم زيارة جبل موسي لركوب الجمال والحمير وتناول الطعام البدوي البسيط المطهي علي أخشاب الجبل وأغصان الاشجار اليابسة، مشيرا إلي أن الحياة في جبل موسي في قمة البساطة وتبعث في النفس السعادة.

وأضاف رمضان الجبالي، أنه في هذه البقعة المباركة التي تجلى فيها رب العزة يطمئن الناس فيها للحياة ويتركون ضغوط الحياة للاستمتاع بالبساطة والطبيعة الخلابة فهنا خلع نبي الله موسى نعله في الوادي المقدس طوى.

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن جبل موسى بمنطقة الوادى المقدس "مدينة سانت كاترين حاليًا" قيمة روحية يستشعرها كل من يزوره من كل الديانات من شعوره بالراحة النفسية وتتدرج هذه الراحة كلما صعدنا إليه وكأنها درجات فى سلم الصعود إلى قمة الراحة النفسية وكأنك تطرد هموم الحياة ومشاكلها درجة درجة من ارتقاءك سلم الصعود إلى قمة الجبل لترى أجمل منظر شروق فى العالم.

وأشار ريحان إلى أن جبل موسى له عدة مسميات أخرى مثل جبل المناجاة وجبل الشريعة وجبل سيناء، حيث وقف نبى الله موسى على الجبل وأمامه جبل التجلى وهو الجبل الذى تجلى له سبحانه وتعالى فدكه، ويقع جبل التجلى إلى الشمال الشرقى لجبل موسى، وقد عرف بهذا الاسم نتيجة لحادثة التجلى الشهيرة، حيث تجلى عليه المولى عز وجل حينما سأل نبى الله موسى ربه أن يراه كما ورد فى القران الكريم "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا" سورة الأعراف آية 143.

ويوضح ريحان أن الصعود إلى جبل موسى يتم عبر ثلاثة طرق، الأول يعرف بطريق السلالم صعودًا حتى فرش إيليا وهى طريق مختصرة مهدها الرهبان منذ عهد بعيد وجعلوا لها سلمًا من الحجر الغشيم مكون من 3000 درجة وتم ترميمه عام 1911م، وعلى الجبل نبع ماء كان يعيش بجوارها أحد النسّاك وكنيسة الأقلوم، وهناك قنطرة من الحجر الجرانيتى على شكل عقد نصف دائرى، قيل أنه كان يجلس عندها  راهب أو أكثر يتقبل الاعتراف من الزوار ويكتب أسمائهم ثم يتجهوا إلى منخفض بين الجبال يسمى (فرش إيليا) وبه كنيسة موسى النبى وبجانبها كنيسة إيليا النبى وبهذه الكنيسة مغارة متسعة قيل أنها المغارة التى سكنها إيليا النبى 

ويوضح الدكتور ريحان أن فرش إيليا هو وادى مفتوح متسع ويتفرع لعدة جهات منها منطقة فرش اللوزة ويضم بقايا قلايات وكنائس وبئر يطلق عليه بئر موسى وسد قديم وأشجار سرو ونبق ولوز، إضافة إلى شواهد أثرية ترجع إلى الفترة النبطية أعيد استخدامها كقلايا للرهبان منتشرة فى المكان، وهى المحطة الأخيرة على جبل موسى قبل الوصول إلى القمة، كما يوجد محجر قديم كان يقطع منه الصخور التى استغلت لبناء الكنيسة القديمة على قمة جبل موسى فى الفترة البيزنطية، ومن فرش إيليا إلى قمة الجبل 750 درجة صخرية أخرى، أما قمة الجبل فتحوى أطلال كنيسة ترجع إلى فترة الامبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى، وبقايا مسجد بناه أبو المنصور أنوشتكين الآمرى في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله الفاطمى عام 500هـ ، 1106م إضافة إلى دورات المياه القديمة ومصلى الكهف وكنيسة الثالوث الأقدس وترجع إلى سنة 1937م.

والطريق الثانى هو طريق عباس باشا (طريق الجمال) الذى مهده عباس باشا والى مصر فى القرن التاسع عشر للصعود إلى قمة الجبل موسى، ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة وعلى قمته كنيسة صغيرة قيل أنها قائمة على أطلال دير قديم للراهبات، والطريق الثالث هو طريق وادى الأربعين حيث يصعد إلى الجبل عبر وادى اللجاه المعروف بوادى الأربعين ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة وعلى قمته كنيسة صغيرة قيل أنها قائمة على أطلال دير قديم للراهبات.

جبل موسي الحياة ببساطة