الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد مطالبة سائق أوبر بها.. هل يمكن استخدام "البشعة" في المحاكم المصرية؟

صدى البلد

أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمًا بالسجن المشدد لمدة 15 سنة ضد سائق أوبر متهم بمحاولة خطف حبيبة الشماع، المعروفة بـ"فتاة الشروق". خلال جلسة المحاكمة، طلب المتهم استخدام "البشعة" كوسيلة لإثبات براءته. 

نستعرض امكانية استخدام "البشعة" في المحاكم المصرية وخلفيتها الثقافية.

الأصول الثقافية للبشعة

تعود أصول "البشعة" إلى المجتمع البدوي في الحجاز وشبه الجزيرة العربية، وهي معروفة بشكل خاص في محافظات سيناء والإسماعيلية والشرقية. تُعتبر البشعة وسيلة للتحكيم العرفي بين المتخاصمين، حيث يقوم "المبشع" أو المحكم بتنفيذ فصل في أمر يختلف عليه طرفان أو إثبات صدق أو كذب شخص ما.

طبيعة البشعة

في هذه الطقوس، يلعق المتهم بلسانه قطعة من المعدن المحمى في النار، ويعتقد أنه إذا كان صادقًا فلن تؤثر فيه النار، وإذا كان كاذبًا سيتأثر لسانه بالحروق. وقد أُطلق على هذه الطقوس اسم "البشعة" نظرًا لبشاعة الموقف الذي يتعرض له المتهم وصعوبة التحمل.

وتتطلب جلسة البشعة اتخاذ بعض الإجراءات قبل بدء التنفيذ. يجب على كل طرف في النزاع تعيين كفيل يمثله ويضمن حقوقه فيما يتعلق بتأكيد أو نفي التهمة الموجهة ضده. يجب أن تكون هذه الإجراءات سلمية وتشمل قبول المدعى عليه لدفع الدية في حالة ثبوت تهمة القتل.

قبل أن يلعق المتهم البشعة، يجب عليه أن يخرج لسانه للجميع للتحقق من عدم وجود أي شيء على لسانه يمكن أن يحميه. ثم يقدم له المحكم المحماس الملتهب الذي تم تسخينه في النار.

 ويتم لعقه ثلاث مرات. بعد ذلك، يقدم له المحكم قليلاً من الماء ليمضغه، ثم يخرج لسانه أمام الحاضرين لملاحظة وجود أي آثار للحرق عليه. إذا لم تظهر أي آثار، فإن ذلك يعني براءته من التهمة الموجهة إليه.

استخدام البشعة في المحاكم المصرية والدين

على الرغم من وجود بعض الأدلة التاريخية والثقافية على استخدام البشعة في بعض المجتمعات العربية، إلا أنها ليست جزءًا من النظام القضائي المصري الرسمي.و تعتمد المحاكم المصرية على الأدلة القانونية والعلمية والشهادات والحجج في إثبات الإدانة أو البراءة.

أوضحت دار الإفتاء المصرية،  رأيها في البشعة في وقت سابق عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، وقالت:"البشعة ليس لها أصلٌ فى الشرع فى إثباتِ التُّهَمِ أو مَعرِفة فاعِلِها، والتعامل بها حرامٌ؛ لِمَا فيها مِن الإيذاء والتعذيب، ولمَا فيها مِن التَّخَرُّص بالباطل بدعوى إثبات الحَقِّ، وإنَّمَا يجب أن نَعمَل بالطُّرُق الشرعية التى سَنَّتْها لنا الشريعة مِن التراضى أو التقاضى، مُستَهْدِينَ بنحو قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى واليَمِينُ على مَن أَنكَرَ» رواه الدارقطني".

تحديات ومخاطر استخدام البشعة

استخدام البشعة يثير العديد من التحديات والمخاطر. قد تسبب الحروق والإصابات الناجمة عن البشعة أضرارًا جسدية ونفسية بالغة، وتعرض الأشخاص للتعذيب.