في ظل التحوّل الرقمي الذي يشهده العالم اليوم، وقضاء ساعات طويلة أمام الشاشات والعمل من المنزل، يحذّر خبراء الصحة من تداعيات هذا النمط السائد على صحة الإنسان، خصوصًا فيما يتعلق بآلام الرقبة والعضلات.
مخاطر الجلوس إمام الشاشات لفترات طويلة
فقد كشفت دراسة حديثة أن، الجلوس لأكثر من ست ساعات يوميًا يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بآلام الرقبة، بنسبة وصلت إلى 82%، بحسب ما نشر في صحيفة واشنطن بوست.
واعتمد الباحثون في دراستهم على مراجعة بيانات مستخلصة من 25 دراسة شملت أكثر من 43 ألف مشارك من 13 دولة مختلفة، وخلصوا إلى أن السلوك الخامل، مثل: الجلوس لفترات طويلة أثناء استخدام الهواتف أو الحواسيب أو مشاهدة التلفزيون، والذي يُعد من أبرز العوامل المؤثرة على صحة العمود الفقري والرقبة.

الهواتف المحمولة في الصدارة
أظهرت النتائج أن استخدام الهواتف الذكية يُعد النشاط الأكثر ضررًا من بين أنشطة الشاشة، حيث ارتبط بزيادة خطر الإصابة بآلام الرقبة بنسبة 82%، في حين بلغ هذا الخطر 23% فقط عند استخدام الكمبيوتر. أما مشاهدة التلفزيون، فلم تسجل تأثيرًا كبيرًا في هذا السياق.
وقت الجلوس عامل حاسم
وبيّنت الدراسة أن الجلوس لمدة تزيد عن أربع ساعات يوميًا يرفع خطر آلام الرقبة بنسبة 45%، وترتفع النسبة لتصل إلى 88% عندما تتجاوز مدة الجلوس ست ساعات في اليوم، مقارنة بالأشخاص الأكثر نشاطًا.

العمل من المنزل وعواقبه العضلية
كما لفت الباحثون، إلى أن التغيرات التي طرأت على أنماط الحياة والعمل عقب جائحة كورونا، ساهمت في إبقاء عضلات الرقبة وأعلى الظهر في حالة توتر لفترات طويلة، ما يؤدي إلى خلل في توازن العضلات وتسارع ظهور المشاكل العضلية والعظمية، خاصة في منطقة الرقبة.
وأكد الباحثون، أن الجلوس الطويل أمام الشاشات لم يعد مجرد عادة يومية، بل أصبح عاملًا مؤثرًا مباشرًا في تدهور صحة العمود الفقري، ما يستدعي الانتباه واتباع سلوكيات صحية، مثل: الحركة المنتظمة، والجلوس بطريقة سليمة، والحد من استخدام الأجهزة الذكية لساعات طويلة.