ورد إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر سؤال من أحد المتابعين قال فيه: "أثناء خطبة الجمعة كان مع جاري مسبحة يسبح عليها طوال الخطبة، فقلت له إن صلاتك باطلة، فهل ما قلته صحيح؟"
فأجاب الدكتور لاشين موضحًا أن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)، مشيرًا إلى عِظم يوم الجمعة وفضله، فقد بدأ الله فيه الخلق، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة إجابة لا يُرد فيها الدعاء، كما يُستحب الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ في هذا اليوم.
وأوضح أن صلاة الجمعة لا تجب إلا بتوافر شروطها كالإسلام، والبلوغ، والعقل، والصحة، والاستيطان، والذكورة، ولها شروط صحة من بينها أن تُؤدى في جماعة وفي وقت صلاة الظهر، وتسبقها خطبتان.
وأشار إلى أن من آداب الجمعة الاستماع والإنصات للخطبة، مستدلًا بقول النبي ﷺ: (ومن مس الحصى فقد لغى)، موضحًا أن الانشغال بالتسبيح أثناء الخطبة أمر مكروه ويفوّت الأجر الكامل، لكنه لا يبطل الصلاة.
وأضاف أن قوله ﷺ: (ومن لغى فلا جمعة له) يُحمل على نفي الكمال لا الصحة.
وختم الدكتور لاشين بالتنبيه على أن لكل وقت عبادة تناسبه، ووقت الخطبة هو للإنصات لا للذكر أو التسبيح، ناصحًا من يمسك بالمسبحة أثناء الخطبة أن يتركها ويصغي لما يقال.