في مشهد مؤثر يكشف عن عمق الأمومة والتفاني، لاقت سيدة صينية شابة موجة من التعاطف عبر الإنترنت، بعدما ظهرت وهي تقوم بتوصيل الطعام برفقة ابنتها الصغيرة المريضة، التي لم تتجاوز الرابعة من عمرها، وذلك في محاولة يائسة منها لتوفير تكاليف علاج ابنتها المصابة بالسرطان، وذلك وفقًا لما نشره موقع scmp.
طفلة داخل صندوق توصيل الطعام
في مقاطعة "آنهوي" شرق الصين، التقط أحد المؤثرين على الإنترنت مقطع فيديو للأم، والتي تُعرف باسم عائلتها "تشو"، وهي تقود دراجتها الكهربائية تحت حرارة الصيف، بينما كانت ابنتها الصغيرة مستلقية داخل صندوق الطعام الملحق بالمركبة، اللافت في المشهد أن الطفلة كانت تحمل إبرة طبية مغروسة في أحد أوردة يدها، بالإضافة إلى منفذ للعلاج الكيميائي مثبت على صدرها، مما أضفى على الموقف طابعًا إنسانيًا بالغ التأثير.
مرض صعب وظروف قاسية
بحسب ما ذكرته الأم "تشو"، فإن ابنتها شُخّصت بورم خبيث قبل عامين، وخضعت منذ ذلك الحين لثلاث عمليات جراحية، وتسع جلسات من العلاج الكيميائي، واثنتي عشرة جلسة علاج إشعاعي، وعلى الرغم من هذه المعاناة، حافظت الطفلة على روحها القوية وموقفها المتفائل، مما ألهم والدتها لمواصلة العمل من أجلها، حتى في أقسى الظروف.
تحديات يومية لا تُحتمل
ذكرت "تشو" أن زوجها، ويُعرف باسم عائلته "غوان"، يعمل أيضًا في مجال توصيل الطعام، لكنه مضطر للعمل بدوام كامل، مما يصعب عليه مساعدة زوجته في رعاية الطفلة، وبسبب ذلك كانت الأم تضطر أحيانًا لترك ابنتها داخل الصندوق أثناء قيامها بتسليم الطلبات، وأحيانًا أخرى كانت تصعد سلالم المباني وهي تحمل في يدٍ وجبة الطعام وفي اليد الأخرى ابنتها المريضة.
تضامن شعبي واستجابة حكومية
مع انتشار مقطع الفيديو المؤثر، تفاعل عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع معاناة الأسرة، وأعربوا عن تعاطفهم الشديد، وتوجه الكثيرون للتبرع للأم من خلال حسابها الإلكتروني، كما تحركت الحكومة المحلية بشكل سريع لمساعدتهم في تقديم طلب للحصول على الإعانات الاجتماعية.
ولم يقتصر الدعم على الجهات الرسمية فحسب، بل ساهمت أيضًا شركة "ميتوان" المختصة بخدمات توصيل الطعام بتقديم مساعدة مالية للعائلة في إطار مسؤوليتها الاجتماعية.
قلق على الطفلة
رغم موجة التعاطف، عبّر عدد من المتابعين عن قلقهم من بقاء الطفلة في ظروف مناخية قاسية، خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة، وتساءل البعض عن مدى ملاءمة ذلك لحالتها الصحية. وفي هذا السياق، صرّح الأب "غوان" بنيته العمل بجهد مضاعف حتى تتفرغ زوجته لرعاية الطفلة في المنزل بدوام كامل.
كما طالب أحد الأشخاص من الحكومة ألا تنتظر انتشار مقاطع الفيديو حتى تقدم المساعدة، داعيًا إلى تحرك وقائي دائم لمساندة المحتاجين.
توصيل الطعام: مهنة مجهدة تحظى بشعبية
مجال توصيل الطعام من الوظائف الرائجة في الصين، خاصة بين العمال المهاجرين. وتشير البيانات الرسمية إلى وجود 545 مليون مستخدم لخدمات توصيل الطعام في البلاد، وبحسب مركز معلومات شبكة الإنترنت الصيني وجمعية الضيافة الصينية، يُنفق يوميًا نحو 3.3 مليار يوان، ما يعادل 460 مليون دولار، على هذه الخدمات، كما أبلغ بعض عمال التوصيل أنهم يعملون بمعدل 14 إلى 15 ساعة يوميًا.