قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نتنياهو يشترط إطلاق جميع الأسرى دفعة واحدة ويغلق باب التسوية مع حماس

نتنياهو
نتنياهو

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، إنه لن يوافق على أي اتفاق مع حركة حماس إلا إذا جرى وفق الشروط التي تضعها تل أبيب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة. موقف اعتبره مراقبون بمثابة إغلاق الباب أمام أي تسوية، في ظل وصف الشروط الإسرائيلية المتكررة بـ"التعجيزية".

وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت تشهد فيه إسرائيل احتجاجات واسعة من عائلات الأسرى، الذين يطالبون حكومتهم بالتحرك الجاد لإنجاز صفقة تبادل، وسط تحذيرات من المؤسسة العسكرية من أن المماطلة قد تهدد حياة المحتجزين داخل غزة.

وبحسب تقديرات إسرائيلية، ما يزال نحو 50 أسيراً داخل القطاع، يُعتقد أن 20 منهم أحياء، في المقابل يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف و800 معتقل فلسطيني، يتعرضون وفق تقارير حقوقية للتعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة، ما أدى إلى وفاة العشرات خلال السنوات الماضية.

وفي حين تؤكد حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين، يواصل نتنياهو طرح شروط إضافية، تشمل نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وإعادة فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع. 

كما يشترط إقامة كيان مدني بديل عن حماس والسلطة الفلسطينية، على أن تكون له علاقة مباشرة مع تل أبيب.

ويأتي ذلك في ظل خطة أقرها نتنياهو لإعادة احتلال غزة بشكل كامل، وهو ما أثار خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، التي حذرت من أن الخطوة قد تُعرّض حياة الجنود والأسرى لمخاطر أكبر، فضلاً عن الكلفة العسكرية والسياسية الباهظة.

ويرى مراقبون أن نتنياهو يستخدم ملف الأسرى وسيلة للمناورة السياسية وتخفيف الضغوط الداخلية، لاسيما مع تزايد الانتقادات الموجهة إليه من عائلات المحتجزين ومن قوى المعارضة، التي تتهمه بتغليب حساباته الشخصية على حساب المصلحة الوطنية.

وفي السياق الأوسع، يواصل الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي عملياته العسكرية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما أسفر حتى الآن عن أكثر من 61 ألف شهيد و155 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية. كما أدت سياسة التجويع إلى وفاة 251 شخصاً بينهم 108 أطفال، وفق بيانات رسمية فلسطينية.

ويؤكد محللون أن تعنت نتنياهو في المفاوضات يعكس رغبته في ربط أي حل بفرض واقع سياسي جديد في غزة، بما يضمن بقاء الاحتلال مسيطراً بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما ينذر بمزيد من التعقيد والتأزيم في أفق الصراع.