قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أسرار القمر الدموي | خسوف كلي نادر يزين سماء العالم في سبتمبر.. ماذا يحدث خلال ساعات؟!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تشهد سماء العالم والمنطقة العربية، مساء اليوم الأحد 7 سبتمبر، حدثًا فلكيًا نادرًا يترقبه عشاق الظواهر الكونية، يتمثل في خسوف كلي للقمر يمكن مشاهدته بالعين المجردة دون الحاجة لأي أدوات خاصة. ويُعد هذا الحدث واحدًا من أبرز الظواهر الفلكية في عام 2025، حيث يتزامن مع اكتمال بدر شهر ربيع الأول 1447هـ، ويستمر لأكثر من خمس ساعات متواصلة، ليمنح سكان الأرض لوحة سماوية فريدة ذات طابع استثنائي.

تفاصيل الخسوف ومراحله

ووفقًا لتصريحات الدكتور محمد غريب، أستاذ أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن القمر سيغيب كليًا داخل ظل الأرض بنسبة 136.2% عند ذروة الخسوف، أي أن الظل سيغطي مساحة أكبر من قرص القمر نفسه، ما يجعل المشهد أكثر روعة. وأكد أن الظاهرة آمنة تمامًا للمشاهدة بالعين المجردة، بخلاف كسوف الشمس الذي يتطلب أدوات حماية خاصة.

وسيستغرق الخسوف بمراحله المختلفة نحو 5 ساعات و27 دقيقة، منها ساعة و22 دقيقة تقريبًا سيكون القمر خلالها في حالة خسوف كلي. تبدأ الظاهرة بدخول القمر منطقة شبه الظل عند الساعة 6:28 مساءً بتوقيت القاهرة، ثم يتحول إلى خسوف جزئي عند 7:27 مساءً. ويكتمل الخسوف الكلي عند الساعة 8:31 مساءً ليصل إلى ذروته عند 9:12 مساءً. بعدها يبدأ القمر بالخروج تدريجيًا من ظل الأرض، لتنتهي الظاهرة تمامًا عند الساعة 11:55 مساءً.

مناطق مشاهدة الخسوف حول العالم

وأوضح الدكتور غريب أن الخسوف سيكون مرئيًا بوضوح في المناطق التي يظهر فيها القمر وقتها، وتشمل:

أفريقيا

أوروبا

آسيا

أستراليا

الأميركتين

المحيطات

القطبين الشمالي والجنوبي

وبذلك، سيكون ملايين الأشخاص حول العالم قادرين على الاستمتاع بهذه الظاهرة الفريدة، ما يجعلها حدثًا عالميًا بامتياز.

الأهمية العلمية لظاهرة الخسوف

إلى جانب روعة المشهد، تحمل هذه الظاهرة أهمية علمية كبيرة. فبحسب خبراء الفلك، يساعد الخسوف على تأكيد بدايات الأشهر الهجرية، حيث لا يحدث إلا عندما يكون القمر في طور البدر وعلى استقامة واحدة مع الشمس والأرض عند إحدى العقد المدارية. وهو ما يجعل القمر يدخل في ظل الأرض، فيبدو وكأنه محجوبًا أو مظلمًا.

كما أن دراسة هذه الظواهر تتيح للعلماء فرصة لفهم تأثير الغلاف الجوي للأرض على الضوء، ومراقبة الانكسارات الضوئية التي تمنح القمر ألوانًا مدهشة.

مشاهدات العين المجردة.. من شبه الظل حتى الذروة

من جهته، أكد الدكتور ياسر عبد الفتاح رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن دخول القمر منطقة شبه الظل في البداية لا يمكن ملاحظته بالعين المجردة. لكن مع بداية الخسوف الجزئي عند الساعة 7:27 مساءً، سيلاحظ المشاهدون تغيرًا واضحًا في إضاءة القمر، حيث يبدأ الظل في الزحف على سطحه.

وعند الساعة 8:31 مساءً يدخل القمر في مرحلة الخسوف الكلي، ليصبح مغطى بالكامل بظل الأرض. وفي هذه المرحلة يظهر القمر بألوان تتدرج من الأحمر القاني إلى البرتقالي، في مشهد يصفه العلماء بأنه "لوحة طبيعية مبهرة". وبعد ذروة الخسوف عند 9:12 مساءً، يبدأ القمر بالتحرر تدريجيًا من الظل حتى تنتهي الظاهرة عند منتصف الليل تقريبًا.

لماذا يظهر القمر باللون الأحمر أو البرتقالي؟

ويطرح الكثيرون سؤالًا متكررًا.. لماذا يتحول لون القمر إلى الأحمر أو البرتقالي أثناء الخسوف الكلي؟
الإجابة، بحسب خبراء الفلك، تكمن في أن أشعة الشمس تنكسر عند مرورها بالغلاف الجوي للأرض، الذي يحتوي على غازات وجزيئات غبار وأتربة. هذا الانكسار يؤدي إلى تشتت الألوان القصيرة كالزرقاء، بينما تسمح الأطوال الموجية الأطول كاللون الأحمر والبرتقالي بالوصول إلى القمر، فنعكس على سطحه فيبدو متوهجًا بتلك الألوان الدافئة.

ولهذا السبب يُطلق على الخسوف الكلي أحيانًا وصف "القمر الدموي".

حدث يجمع بين جمال الطبيعة وسحر العلم

إن خسوف القمر الكلي المرتقب في 7 سبتمبر لا يُعد مجرد ظاهرة فلكية عابرة، بل حدث يجمع بين جمال الطبيعة وسحر العلم، حيث يتيح للإنسان فرصة للتأمل في عظمة الكون وإدراك دقة النظام الكوني الذي يسير بانضباط مدهش. 

وبينما يستمتع الملايين بمشاهدة "القمر الدموي" وهو يزين السماء لساعات طويلة، سيبقى هذا الحدث تذكرة بأن السماء ليست مجرد فضاء مظلم، بل مسرح دائم لظواهر مدهشة تنتظر من يرفع عينيه إليها.