أجابت دار الإفتاء عن سؤال ورد إليها حول عدد الأيام التي كان يحتفل فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمولده في شهر ربيع الأول، وعدد الأيام التي احتفل فيها الصحابة بذكرى مولده الشريف بعد وفاته.
وأوضحت الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في فتوى سابقة أن العبرة ليست بعدد الأيام وإنما بالمشروعية، مؤكدة أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي أمر مشروع بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وعمل الأمة الإسلامية عبر عصورها.
وأضافت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم يوم الاثنين احتفالًا بمولده الشريف، وكان مواظبًا على صيامه، ومن ثم يمكن لمن أراد أن يحصي عدد هذه الأيام.
كما تلقت الدار سؤالًا آخر حول مَن من الصحابة كان يقرأ المولد النبوي، وأجابت بأن صياغة هذا السؤال توحي خطأ لعامة الناس بأن قصة المولد النبوي الشريف لم يكن لها أصل في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مشددة على أن السؤال الأدق هو: هل قصة المولد النبوي لها أصل في الدين؟
وأكدت دار الإفتاء أن قصة المولد النبوي الشريف ليست سوى عرض لجزء من السيرة النبوية الشريفة، يبدأ بالإرهاصات والممهدات لمولده، مرورًا بالمعجزات التي وقعت أثناء حمل السيدة آمنة رضي الله عنها به صلى الله عليه وآله وسلم، وانتهاءً بذكر لحظة ميلاده المبارك، مع بيان مجموعة من صفاته وكمالاته البشرية.
وأضافت الدار أن ذكر قصة المولد يعد في حقيقته نوعًا من استحضار محاسن النبي وشمائله ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا له أصل راسخ في الدين، مستشهدة بقول الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} \[القلم: 4]، وبقول النبي عن نفسه: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر».
كما أشارت إلى أن عددًا من الصحابة مدحوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل حسان بن ثابت، وكعب بن زهير، وأم معبد، والعباس عم النبي، ولم ينكر عليهم ذلك، مما يؤكد أن مدحه صلى الله عليه وآله وسلم مشروع ومستحب.