- تعاون استراتيجي.. القاهرة وعمّان تؤكدان عمق العلاقات الأخوية والحرص على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات
- القضية الفلسطينية .. وزير الخارجية يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية
- رفض الاستيطان.. مصر والأردن يرفضان المخططات الاستيطانية الإسرائيلية والتصريحات بشأن ضم الضفة الغربية أو تهجير الفلسطينيين
في إطار انطلاق أعمال الدورة العادية رقم 164 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، والتي عُقدت في القاهرة اليوم الخميس، برز النشاط الدبلوماسي المصري بشكل واضح من خلال سلسلة من اللقاءات المكثفة التي أجراها الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، مع عدد من نظرائه العرب.
وعكست هذه اللقاءات حرص مصر على تدعيم التوافق العربي إزاء القضايا الإقليمية الراهنة، وترسيخ التعاون الثنائي بما يخدم مصالح الشعوب العربية ويعزز من الأمن والاستقرار في المنطقة.
الموقف المصري من القضايا الإقليمية
تصدرت القضية الفلسطينية كافة اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية، حيث شدد على أن مصر متمسكة بثوابتها التاريخية في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد رفض القاهرة القاطع لمحاولات التهجير القسري وتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، إلى جانب الممارسات الاستيطانية غير الشرعية في الضفة الغربية، مشددًا على أن هذه السياسات تمثل تهديدًا خطيرًا للسلم الإقليمي والدولي.
وفي هذا السياق، أعاد التأكيد على المبادرة المصرية–القطرية المشتركة لوقف إطلاق النار، والمستندة إلى المقترح الأمريكي الخاص، كخطوة ضرورية لوقف نزيف الدم الفلسطيني وإتاحة المجال أمام المساعدات الإنسانية العاجلة.
تعزيز العلاقات الثنائية
على هامش الاجتماعات، التقى الوزير عبد العاطي بعدد من نظرائه العرب، حيث تم الاتفاق على مواصلة تعميق العلاقات الثنائية:
مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، جرى الاتفاق على استثمار الفرص المتاحة لتدشين شراكات اقتصادية واستثمارية جديدة، إلى جانب تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والعمل الأفريقي المشترك.
ومع عبد اللطيف بن راشد الزياني، وزير خارجية البحرين، تمت الإشادة بالعلاقات التاريخية بين البلدين، مع التأكيد على تعزيز التعاون الاقتصادي ومواصلة التنسيق السياسي إزاء التحديات الإقليمية.

كما بحث مع الشيخ عبد الله اليحيا، وزير الخارجية الكويتي، سبل تطوير العلاقات الثنائية، مؤكدين أهمية وحدة الصف العربي لمواجهة الأزمات الراهنة، وعلى رأسها الوضع في غزة.
دعم فلسطين والشرعية الدولية
وفي لقائه مع الدكتورة فارسين اغابكيان شاهين، وزيرة خارجية فلسطين، ركز عبد العاطي على رفض مصر الكامل للسياسات الإسرائيلية، سواء عبر الاستيطان أو الاعتداءات المتواصلة على غزة.

وأكد أن مصر ستواصل حشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لاسيما في المؤتمر الدولي المزمع عقده في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما تناول اللقاء الخطة العربية–الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، حيث استعرض الوزير المصري استعدادات القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
شراكة استراتيجية مع الأردن ولبنان
وخلال اجتماعه مع أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، شدد الوزيران على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وضرورة استمرار الجهود العربية المشتركة لوقف إطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

واتفق الجانبان على رفض كافة أشكال الاستيطان ومخططات ضم الضفة الغربية، مؤكدين أن التمسك بالشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق تسوية عادلة ودائمة.
أما اللقاء مع يوسف رجي، وزير الخارجية اللبناني، فقد تركز على دعم مصر الكامل للبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، والتأكيد على ضرورة انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي المحتلة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.

كما أدان عبد العاطي استهداف قوات الاحتلال لمواقع قوات "اليونيفيل" جنوب لبنان، واعتبر ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا لجهود حفظ السلم.
نشاط دبلوماسي مكثف يعكس الثقل المصري
جاءت هذه اللقاءات المتعددة لتعكس حيوية الدور المصري في الساحة العربية، حيث لم تقتصر على مناقشة القضايا الثنائية فحسب، بل امتدت لتشمل ملفات إقليمية محورية تتعلق بالقضية الفلسطينية، والسودان، وسوريا، ولبنان.
وأبرزت مواقف الوزير عبد العاطي إصرار القاهرة على أن تكون في طليعة الجهود الرامية إلى استعادة وحدة الموقف العربي، ودعم مسارات الحل السياسي للأزمات، وتجنب الانزلاق إلى دوائر الفوضى.
لقد أكد هذا النشاط الدبلوماسي المكثف أن مصر لا تزال ركيزة أساسية في بناء التوافق العربي، وحلقة وصل بين العواصم العربية، بما يجعلها لاعبًا محوريًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة على الصعيدين العربي والإقليمي.