قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إن واشنطن تُجري مفاوضات "عميقة للغاية" مع حركة حماس الفلسطينية، وحثّها على إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة وهو الأمر الذي يثير حفيظة إسرائيل التي لا تريد أي تواصل مع الإدارة الأمريكية بأي شكل.
يأتي ذلك في الوقت الذي دمر فيه الجيش الإسرائيلي برجاً شاهقاً في مدينة غزة يوم الجمعة، بعد وقت قصير من إعلانه استهداف مبانٍ شاهقة يقول إن حماس تستخدمها، وذلك قبل تنفيذ خطتها للسيطرة على أكبر مدينة في القطاع الفلسطيني.
وتوقع ترامب في تصريحات للصحفيين ، أن يكون المزيد من الرهائن قد لقوا حتفهم في غزة، وأن الولايات المتحدة تجري "مفاوضات مكثفة" مع حماس وسط هجوم إسرائيلي جديد.
حليف إسرائيل
وقال ترامب، حليف إسرائيل: "ربما يكون هناك من لقوا حتفهم مؤخراً. آمل أن يكون هذا خطأ، لكن لديكم أكثر من 30 جثة في هذه المفاوضات".
وقال ترامب: "نحن في مفاوضات مكثفة للغاية مع حماس"، مُشيراً إلى أن الوضع سيكون "صعباً" إذا استمرت حماس في احتجاز الرهائن الإسرائيليين.
وأضاف: "قلنا لهم أطلقوا سراحهم جميعاً الآن، أطلقوا سراحهم جميعاً، وسيحدث لهم ما هو أفضل بكثير. لكن إذا لم تطلقوا سراحهم جميعاً، فسيكون الوضع صعباً، وسيكون كارثياً".
وذكر في حديثه أن حماس "تطلب بعض الأمور التي لا بأس بها"، دون المزيد من التوضيح.
حماس تقبل مقترحاً لهدنة 60 يوماً
من جانبها، أعلنت حماس قبل أسبوعين قبولها مقترحاً لهدنة تستمر 60 يوماً يتخللها الإفراج عن 10 رهائن أحياء مقابل سجناء ومعتقلين فلسطينيين.
وفي وقت لاحق هذا الأسبوع، قالت الحركة إنها مستعدة لقبول صفقة تشمل الإفراج عن جميع الرهائن مقابل محتجزين فلسطينيين، لكن إسرائيل لم ترد على مقترح الهدنة لمدة 60 يوماً واعتبرت الطرح الأخير تكراراً لمواقف سابقة.
ويشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب؛ الإفراج عن جميع الرهائن، وتجريد حماس من سلاحها، وتشكيل حكومة فلسطينية لا ترتبط بحماس ولا بالسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، إلى جانب نزع سلاح غزة بالكامل وإبقاء السيطرة الأمنية بيد إسرائيل.
ويتكوف
تأتي تصريحات ترامب بعد اجتماع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الخميس، في باريس مع مسؤولين قطريين لمناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، إلا أن مسؤولين إسرائيليين أبدوا تشككهم إزاء تحقيق تقدم في هذه المحادثات.
مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي الحرب على غزة"إبادة جماعية"
وبحسب ما نقلته قناة "12" الإسرائيلية عن مصدرين مطلعين، جاء اللقاء في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة بسبب حربها على غزة، إذ وصف مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي الحرب بأنها "إبادة جماعية"، فيما دعا البابا ليو الرابع عشر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار "بأقصى سرعة".
وكان وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر قد تحدث، الأربعاء، مع ويتكوف ومسؤولين قطريين، وفقاً لقناة "12"، لكن مسؤولين إسرائيليين أعربوا عن شكوكهم في إمكانية تحقيق اختراق.
ونقلت القناة، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، عن أحد المصادر قوله: "حتى الآن لا يوجد تقدم في المفاوضات – وذلك يعود أساساً إلى الموقف الإسرائيلي".
وزارة الخارجية المصرية ترفض تصريحات نتنياهو
وفي سياق متصل استهجنت كل من مصر والأردن "التصريحات المنسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي والمتعلقة بتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، بما في ذلك عبر معبر رفح".
واعتبرت وزارة الخارجية المصرية أن هذه التصريحات تأتي في إطار "محاولاته المستمرة لتمديد زمن التصعيد وتكريس عدم الاستقرار لتفادي مواجهة عواقب الانتهاكات الإسرائيلية في غزة داخلياً وخارجياً".
وأكدت مصر رفضها القاطع وإدانتها لتهجير الشعب الفلسطيني تحت أي مسمى، سواء قسرياً أو طوعياً، مشيرة إلى أن استمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية ومختلف مناحي الحياة يمثل محاولة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم.
ووصفت القاهرة هذه الممارسات بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وترقى لجرائم تطهير عرقي"، مطالبةً المجتمع الدولي بتفعيل آليات المحاسبة على هذه الجرائم، التي "تتحول تدريجياً إلى أداة للدعاية السياسية في إسرائيل نتيجة لغياب العدالة الدولية".