يري الباحث السياسي في الشؤون الدولية، علي فوزي، إن إسرائيل تحاول المناورة داخل العمق السوري بهدف التقسيم وزيادة جراح وأزمات تلك البلاد التي تحاول تجاوز سنوات من الحرب المدمرة التي هددت وحدة البلاد، ففي شمال سوريا، لا يزال الاتفاق بين الحكومة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) حول الدمج المؤسسي معلقاً بسبب خلافات حول طبيعة الحكم، حيث تريد دمشق مركزية موحدة بينما يطالب الأكراد حكماً ذاتياً واسعاً.
وقد أعلنت قسد في أبريل عن رغبتها في اعتماد اللغة الكردية كلغة رسمية ثانية وإنشاء كيانات إدارية مستقلة. فيما تضيف التدخلات الإقليمية، خاصة من تركيا المعارضة لأي وجود كردي مستقل، طبقات أخرى من التعقيد.
وقد سبق وأن عقدت "لجنة تنسيق المكونات السورية" اجتماعًا تحضيريًا في بروكسل تحت عنوان "مبادرة الحوار حول الفيدرالية والديمقراطية في سوريا"، بهدف إطلاق حوار وطني يعالج جذور الأزمة السورية على أساس مبادئ الفيدرالية والشراكة والتعددية.

في هذا السياق، يرى الباحث علي فوزي؛ أن النموذج المركزي لم يعد مجدياً، وأن الفدرالية قد تكون حلاً إذا نبع من إرادة شعبية حقيقية وليس فرضاً خارجياً، واقتصر على أسس إدارية دون طائفية، وحافظ على وحدة سوريا.
وأضاف فوزي في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن مستقبل سوريا في الوقت الراهن يتوقف على قدرة السوريين على إيجاد صيغة توافقية تجمع بين الخصوصيات المحلية والوحدة الوطنية، في إطار دولة تعددية تقوم على المواطنة المتساوية، لأن فشل الانتقال السياسي سيعني تفككاً ودماراً لا يحتمله الشعب السوري، وكلما ماطلت الحكومة الانتقالية بهذا الانتقال الديموقراطي كلما زادت من مخاطر التفكك وتطبيق النموذج الأمريكي-الاسرائيلي على سوريا.