تناول الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ظاهرة المقالب التي تنتشر بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، والتي يقوم فيها البعض بتصوير مواقف مفاجئة أو مخيفة للناس في الشوارع ثم نشرها على أنها نوع من الترفيه.
وقد ورد سؤال إلى دار الإفتاء من أحد المتابعين يستفسر عن الحكم الشرعي لهذه الأفعال، خاصة بعد انتشارها بشكل واسع بين الشباب.
وفي إجابته، أوضح الشيخ أحمد وسام أن هذه المقالب لا تجوز شرعًا إذا كانت تتضمن ترويعًا للآخرين أو تخويفهم أو حتى مجرد الاستخفاف بهم، مؤكدًا أن المزاح المشروع في الإسلام هو المزاح الذي يخلو تمامًا من الإيذاء سواء كان نفسيًا أو بدنيًا.
وأضاف أن الشريعة الإسلامية وضعت ضوابط واضحة للمزاح، بحيث يكون وسيلة لإدخال السرور دون أن يترتب عليه ضرر أو إساءة.
وأشار الشيخ أحمد وسام إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى بشكل صريح عن ترويع المسلمين، مستشهدًا بواقعة حدثت أثناء إحدى السفرات، حين أخذ بعض الصحابة شيئًا من متاع أحد الصحابة الآخرين على سبيل المزاح، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا».
وهذه الحادثة – كما بيّن – دليل قاطع على أن أي نوع من المزاح يؤدي إلى الخوف أو الإزعاج لا يقره الشرع.
كما أكد أن المزاح في الإسلام مباح إذا كان بريئًا، وكانت نتيجته إدخال البهجة إلى النفوس دون أن يتسبب في قلق أو خوف أو أذى لأي شخص.
ولكنه يصبح محرمًا إذا خرج عن هذا الإطار وتسبب في مشاعر سلبية أو ضرر جسدي أو نفسي أو كان فيه نوع من السخرية والإهانة.
واختتم أمين الفتوى حديثه بتوجيه نصيحة للشباب بضرورة استغلال منصات التواصل الاجتماعي في نشر المحتوى الهادف الذي يجلب الفائدة والفرح الحقيقي، بعيدًا عن استغلال الناس أو إهانتهم تحت مسمى المزاح، مشيرًا إلى أن الإسلام يدعو دائمًا إلى ما فيه الخير وإدخال السرور المشروع على القلوب.