قال اللواء حاتم باشات، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب السابق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة جاءت “مختلفة في مضمونها ورسائلها وعباراتها عن الخطابات المعتادة”، حيث حملت إشارات واضحة إلى أن مصر والعالم العربي أمام مرحلة جديدة في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف باشات- في تصريح اليوم - أن استخدام الرئيس السيسي لعبارات قوية – مثل التأكيد على أن إسرائيل “تخطت كافة الخطوط الحمراء” والتنديد بـ“العدوان والانتهاكات الصارخة” – يمثل تصعيدًا لغويًا مقصودًا يعكس حجم الغضب العربي من الممارسات الإسرائيلية الأخيرة. وأوضح أن استدعاء الرئيس لمفردات لم تُستخدم منذ سنوات مثل توصيف “العدو” هو رسالة مباشرة للمجتمع الدولي بأن الاحتلال لم يعد شريكًا في السلام وإنما أصبح مصدر تهديد شامل لأمن واستقرار المنطقة.
وأشار رئيس لجنة الشئون الإفريقية السابق إلى أن دعوة الرئيس السيسي لقادة العرب والمسلمين لوضع أسس ومبادئ واضحة، وضرورة وجود إطار حاكم للتعاون يحمي أمن الدول واستقرارها، “تعبر عن إدراك عميق لخطورة المرحلة، وضرورة الانتقال من ردود الفعل إلى صياغة استراتيجية عربية موحدة”، لافتًا إلى أن هذه الدعوة تشكل أساسًا لتحرك عربي وإسلامي أكثر تماسكًا في الفترة المقبلة.
ولفت باشات إلى أن مخرجات القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة مثل الدعوة لتعليق تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر، ومراجعة العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية معها، تمثل تغيرًا نوعيًا غير مسبوق في أدوات الضغط العربي على الاحتلال، موضحًا أن هذه المخرجات لو طُبّقت ستشكل “نقطة تحول حقيقية” في مسار العلاقات العربية – الإسرائيلية، وتعكس لأول مرة إرادة جماعية في استخدام أوراق القوة الاقتصادية والسياسية.
وأضاف أن حجم التغطية والانزعاج الواضح في الإعلام الإسرائيلي من انعقاد القمة ومخرجاتها يعكس “قلقًا حقيقيًا من وحدة الصف العربي والإسلامي”، ويؤكد أن تل أبيب باتت تدرك أن استمرار ممارساتها العدوانية سيقابل بتحرك عربي موحد
وأكد باشات أن خطاب الرئيس السيسي والبيان الختامي معًا يعكسان عودة قوية للقيادة المصرية في صياغة الموقف العربي، وإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة أولويات العالم الإسلامي، مع التحذير بوضوح من أن أمن إسرائيل لا يتحقق إلا باحترام سيادة الدول العربية والإسلامية وحقوق الشعب الفلسطيني.