واصل الجامع الأزهر، عقد أمسياته الدينية، حيث أقام اليوم السبت أمسية جديدة تحت عنوان: «صدق محبة النبي صلى الله عليه وسلم»، حاضر فيها الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، وقدمها الأستاذ علي حامد، عضو المركز الإعلامي للأزهر.
وأكد الدكتور حسن القصبي أن محبة النبي ليست مجرد عاطفة في النفوس، بل هي حقيقة راسخة في قلوب المسلمين، فمن خلاله تعرفوا على خالقهم سبحانه وتعالى، ومن خلاله عرفوا الطريق المستقيم.
كما أن طبيعة الإنسان الفطرية تميل إلى حب كل من يقدم له معروفًا، وإذا نظرنا بعين العقل، سنجد أن النبي هو صاحب الفضل الأكبر على هذه الأمة بعد الله سبحانه وتعالى، فالنبي هو من أخرج البشرية من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهداية والعلم، وبدون رسالته، كانت الإنسانية ستظل غارقة في جاهليتها إلى يوم الدين، لذلك، فإن محبته ليست نتيجة لتلك النعمة العظيمة التي أسداها للبشرية جمعاء.
وأوضح الدكتور الحسن القصبي أن محبة النبي ليست مجرد شعور، بل هي تتطلب برهانًا عمليًا ودليلاً ملموسًا، هذا الدليل يتجلى في السير على نهجه والاقتداء بسنته الشريفة، ويأتي على رأس هذه الضوابط التي تبرهن على حب النبي، الامتثال التام لأوامره واجتناب نواهيه في كل شؤون حياتنا، لأن الحب الصادق يدفع المحب إلى معرفة كل شيء عن محبوبه، وهذا ما يجعلنا نسعى لفهم سيرته وأخلاقه وتعاليمه ، كما أن ادعاء المحبة دون دليل عملي على هذه المحبة هو مجرد ادعاء أجوف، وهو ما يميز الصادقين في محبتهم عن المدعين.
في نهاية الأمسية، أكد علي حامد أن الحديث عن النبي محمد هو حديث عن الرحمة الإلهية المهداة للبشرية جمعاء، فلقد جاءت رسالته لتكون منارة شاملة، تهدي الناس إلى الصلاح في الدنيا والفلاح في الآخرة، ومن أسمى مظاهر رحمته أنه اختار لأمته أيسر الطرق للوصول إلى الله سبحانه وتعالى، ليحبب إليهم الإيمان، وهذا التيسير الذي اختاره النبي لأمته ليس دعوة للتراخي، بل هو دعوة إلى الالتزام الصادق والمحبة الخالصة للنبي، وهذه المحبة ليست مجرد عاطفة، بل هي شرط أساسي لكمال الإيمان، كما ورد في حديثه الشريف.




