في تحوّل لافت على الساحة الدولية، أعلنت بريطانيا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، لتنضم إلى دول غربية بارزة مثل فرنسا وأستراليا وكندا والبرتغال.
وجاءت هذه الخطوة متزامنة مع تعديل واضح على خريطة تحذيرات السفر البريطانية، حيث أدرج اسم "فلسطين" صراحة إلى جانب الضفة الغربية وقطاع غزة، في مؤشر دبلوماسي يحمل دلالات سياسية ورمزية كبيرة.
تعديل على الخريطة وتغيير في الخطاب
أصدرت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية نسخة جديدة من خريطة تحذيرات السفر، يظهر فيها اسم "فلسطين" بشكل واضح، مع الإشارة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة بين قوسين أسفلها. هذا التعديل استبدل مصطلح "الأراضي الفلسطينية المحتلة" الذي استُخدم لسنوات، ليعكس بوضوح الموقف السياسي الجديد للمملكة المتحدة بعد اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية.
تصريحات ستارمر... بين الأمل والواقع
في خطاب حمل نبرة سياسية قوية، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن "أمل حل الدولتين يتلاشى"، لكنه شدد على أن بريطانيا لا يمكنها السماح بانقراض هذا الأمل.
وقال: “اليوم، ولإحياء أمل السلام، أعلن رسمياً أن المملكة المتحدة تعترف بدولة فلسطين”.
وأضاف أن الهدف هو الحفاظ على إمكانية تحقيق السلام القائم على دولتين: إسرائيل آمنة ومستقرة إلى جانب دولة فلسطينية فاعلة. غير أنه أقر بأن الواقع الحالي لا يوفّر أياً من هذين الشرطين.
الموقف من غزة وحركة حماس
لم يكتفِ ستارمر بالإعلان الدبلوماسي، بل وجه انتقادات حادة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن القصف المستمر والجوع والدمار أدّت إلى مستويات إنسانية "كارثية"، ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين. وفي المقابل، وصف حركة حماس بأنها "منظمة إرهابية وحشية"، معتبراً أن رؤيتها تتناقض تماماً مع مبدأ حل الدولتين.
غضب في تل أبيب
قوبلت الخطوة البريطانية برفض شديد من الجانب الإسرائيلي، حيث اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاعتراف البريطاني "مستفزاً" و"مكافأة للإرهاب"، محذراً من أنه سيشجع ما وصفها بـ"قوى الشر" في المنطقة.
الاعتراف البريطاني بفلسطين، المصحوب بتغيير الخرائط الرسمية، يمثل نقلة نوعية في التعاطي الغربي مع القضية الفلسطينية، ويضع مزيداً من الضغوط على إسرائيل التي تواجه عزلة دبلوماسية متزايدة. وبينما ترى لندن في هذه الخطوة محاولة لإحياء أمل السلام، يعتبرها نتنياهو تصعيداً يهدد الموازين. وبين الموقفين، يظل الشعب الفلسطيني ينتظر أن تتحول الاعترافات إلى خطوات ملموسة على الأرض.