وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمرا تنفيذيا يوافق على صفقة جديدة تسمح لتطبيق تيك توك TikTok، بمواصلة عمله داخل الولايات المتحدة، في خطوة تمثل تسوية لقضية أمن قومي شائكة طالما شغلت دوائر الحكم في واشنطن.
ووفقا للأمر التنفيذي، تلبي هذه الصفقة متطلبات قانون الأمن القومي الذي يفرض على الشركة الصينية المالكة بايت دانس بيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة أو مواجهة حظر فعلي على التطبيق داخل البلاد.
تفاصيل الصفقة وهيكل الملكية الجديد
- ستنشأ شركة مشتركة جديدة (Joint Venture) لإدارة عمليات تيك توك في الولايات المتحدة.
- شركة بايت دانس ستحتفظ بحصة تقل عن 20% في الكيان الجديد.
- المستثمرون الرئيسيون في الكيان الأميركي الجديد هم أوراكل، وصندوق الاستثمار Silver Lake، وصندوق MGX الاستثماري من أبوظبي، سيمتلك هؤلاء مجتمعين نحو 45% من الحصص.
- بينما ستؤول 35% من الحصص لمستثمرين سابقين في بايت دانس ومستثمرين جدد.
ورغم إعلان الصفقة، لم يحضر أي ممثل عن بايت دانس مراسم التوقيع، كما لم تؤكد الشركة الصينية رسميا حدوث الصفقة، ولم يتم الإعلان عن سعر الشراء، كما لم تشر الصين حتى الآن إلى إجراء تعديلات قانونية تسمح بإتمام الصفقة.
موقف بكين ودور الشركات الأمريكية
قال ترامب إن الرئيس الصيني شي جين بينج وافق على الصفقة بعد بعض المقاومة من الجانب الصيني، وستتولى شركة أوراكل إدارة الجوانب الأمنية للتطبيق، مع استمرارها في تقديم خدمات الحوسبة السحابية للكيان الأمريكي الجديد.
وأكد ترامب أن مؤسس أوراكل، لاري إليسون، أحد المشاركين في ملكية الكيان الجديد، مضيفا: “هذا المشروع مملوك لأمريكيين... وأمريكيين على أعلى درجة من الاحتراف. سيكون تشغيله أمريكيا بالكامل”.
ومن المتوقع أن تساهم شركات مثل General Atlantic وSequoia وSusquehanna، وهي من المستثمرين السابقين في بايت دانس، بحصص استثمارية في الكيان الجديد.
قيمة تيك توك وتقديرات سابقة
تقدر قيمة تيك توك في الصفقة بحوالي 14 مليار دولار، رغم أن محللين قدروا في السابق أن عمليات تيك توك الأميركية قد تصل إلى 30-35 مليار دولار، بينما بلغت القيمة السوقية لشركة بايت دانس في الشهر الماضي نحو 330 مليار دولار.
تجدر الإشارة إلى أن الصفقة لا تتضمن حصول الحكومة الأمريكية على أي حصة ملكية أو ما يعرف بـ “الأسهم الذهبية”، حسبما أفادت شبكة CNBC.
تمديد مهلة تصفية بايت دانس
وكان ترامب قد وقع الأسبوع الماضي أمرا تنفيذيا يمنح بايت دانس مهلة إضافية لتصفية عملياتها الأمريكية حتى 16 ديسمبر، حيث يمنع وزارة العدل من تطبيق قانون الأمن القومي إلى حين انقضاء المهلة.
وكان القانون قد صمم لفرض عقوبات على شركات مثل آبل وجوجل إذا استمرت في تقديم خدمات لتطبيق تيك توك داخل الولايات المتحدة.
تمثل هذه الصفقة نقطة تحول في مصير تيك توك داخل السوق الأمريكي، وسط توترات سياسية واقتصادية متصاعدة بين واشنطن وبكين، كما تبرز رغبة الإدارة الأمريكية في تحقيق توازن بين حماية الأمن القومي وضمان حرية السوق وحقوق المستخدمين.
وفيما لم تحسم موافقة الحكومة الصينية بعد، تبقى هذه الخطوة مؤشرا على إمكانية التوصل لحلول وسطية تحفظ مصالح الطرفين في ظل تصاعد المنافسة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين.