قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مشكلات عدم التنسيق بدأت.. طوفان النيل يطلق إنذارا أحمر للسودان بسبب سد النهضة الإثيوبي

مشاكل عدم التنسيق بدأت.. طوفان النيل يطلق إنذارًا أحمر للسودان بسبب سد النهضة الإثيوبي
مشاكل عدم التنسيق بدأت.. طوفان النيل يطلق إنذارًا أحمر للسودان بسبب سد النهضة الإثيوبي

طوفان النيل في السودان .. قلق شديد ينتاب ملايين السودانيين، خصوصًا أولئك القريبين من الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد، مع ارتفاع قياسي لمناسيب نهر النيل نتيجة التفريغ المفاجئ والسريع للمياه الزائدة عن حاجة سد النهضة الإثيوبي، وسط إصرار إثيوبيا على عدم توقيع اتفاق قانوني ملزم مع دولتي المصب (السودان ومصر) للتشاور والتنسيق المستمر بشأن إدارة وتشغيل سد النهضة، الذي أقيم بالمخالفة للقانون الدولي بتمويل أمريكي وحماية تركية إيطالية.

الإنذار الأحمر الذي أصدرته وزارة الري السودانية على طول الشريط النيلي تحسبًا لفيضانات محتملة قد تجرف المنازل، والأراضي الزراعية، وتهدد حياة آلاف الأسر، خصوصًا مع ازدياد الضغط على السدود، والطرق، والمناطق المأهولة، في حين يسابق السكان على ضفتي النهر، الزمن لنقل مواشيهم ومحاصيلهم إلى مناطق مرتفعة، هو مشهد يعكس حجم التحديات المائية التي يفرضها سد النهضة على السودان ومصر.

واقرأ أيضا:

فيضان السودان

خبراء الموارد المائية يحذرون من أن استمرار تصريف سد النهضة الإثيوبي فوق المعدل الطبيعي قد يفاقم حجم الكارثة.

في الخرطوم ومدن وقرى شمالي وجنوبي السودان، القريبة من النيلين الأزرق والأبيض، بدأت المشاهد تتكرر منذ سنوات سابقة، إذ يقوم المواطنون بحمل ما يمكن حمله من مواشٍ ومحاصيل إلى مناطق آمنة، خشية تكرار الفيضانات التي غمرت الأراضي وحطمت المنازل العام قبل الماضي.

يتنقل السكان بين البيوت والمزارع، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن تبتلع المياه مزيدًا من الأراضي والممتلكات.

 فيضان السودان لن يؤثر علي

تشير البيانات الرسمية إلى أن إيراد النيل الأزرق تجاوز 730 مليون متر مكعب يوميًا لليوم الرابع على التوالي، في حين بلغ تصريف سد الروصيرص 670 مليون متر مكعب، وسد سنار 600 مليون متر مكعب، وسد مروي 700 مليون متر مكعب يوميًا، هذه الأرقام تمثل زيادة تقارب 300 مليون متر مكعب يوميًا عن المعدل الطبيعي، ما يرفع مناسيب النيل على نحو خطِر ويضاعف من احتمالات حدوث فيضانات مدمرة.

في تطور يزيد المخاوف، أكد الدكتور عثمان التوم، وزير الري السوداني الأسبق، أن السلطات الإثيوبية قامت برفع منسوب بحيرة سد النهضة فوق الحد الأقصى المعتاد لأغراض احتفالية، ما تسبب في زيادة تدفق المياه إلى نحو 730 مليون متر مكعب يوميًا خلال الأيام الأربعة الماضية. 

فيضان السودان

وأوضح التوم أن هذه الزيادة غير المسبوقة تتزامن مع قرب نهاية موسم الفيضان في سبتمبر، ما يجعل السيطرة على مناسيب النيل أكثر تعقيدًا ويضع السودان أمام تهديد كارثي محتمل، وفق "العربية".

التوم حذر في تصريحاته من أن الوضع يتطلب تنسيقًا فوريًّا مع السلطات الإثيوبية، لضبط تصريف سد النهضة ضمن الحدود الطبيعية إلى معدلات الوارد اليومية، 

وذكر أن هذا التنسيق سيسمح بانخفاض تصريف سدود الروصيرص وسنار خلال يومين، مع توقع تراجع مناسيب النيل شمال الخرطوم بعد نحو خمسة أيام، وأكَّد أن التعاون بين البلدين يعد خطوة حاسمة لتفادي أضرار الفيضانات، خاصةً مع استمرار وصول كميات مياه غير مسبوقة من المصدر الرئيسي للنيل الأزرق.

من جانبها أوضحت الإدارة العامة لشؤون مياه النيل بوزارة الري السودانية، أن ارتفاع المناسيب مستمر اليوم الأحد وغدًا الاثنين في المحطات الرئيسية، ومنها الخرطوم، وشندي، وعطبرة، وبربر، وجبل أولياء، مع كون الولايات الأكثر تأثرًا تشمل الخرطوم، ونهر النيل، والنيل الأبيض، والنيل الأزرق، وسنار. وصف الخبراء الوضع الحالي بأنه «الإنذار الأخير» قبل الكارثة، في حين يترقب المواطنون بحذر شديد تدفق المياه نحو المدن والقرى، في مشهد يعكس حجم التحديات المائية والاجتماعية التي يفرضها النيل على السودان.

سد النهضة

ذكريات كارثية

تستحضر هذه التحذيرات الرسمية، فيضانات سابقة اجتاحت السودان، جرفت آلاف المنازل وشرّدت مئات الأسر، وأغرقت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، مخلفة أضرارًا اقتصادية وإنسانية هائلة. ويخشى الخبراء أن يؤدي غياب خطط وقائية فعالة إلى تكرار السيناريو نفسه مع استمرار ارتفاع مناسيب النيل خلال الأيام المقبلة، ويرى البعض أن الوضع الراهن يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة السلطات على إدارة أزمة مائية تتزامن مع تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية متعددة.

خطر سد النهضة المتصاعد

وسط هذه التحديات، يعيش المواطنون حالة من الترقب والقلق، في حين تترقب فرق الطوارئ على طول الشريط النيلي لحماية السكان والممتلكات، فيما يؤكد الخبراء أن أي تأخير في الإجراءات الوقائية قد يجعل الفيضانات القادمة أكثر تدميرًا. 

ويشير التوم إلى أن التعاون الدولي، والإجراءات السريعة، والتخطيط المدروس، هي وحدها القادرة على تفادي كارثة واسعة، في وقت يواصل فيه النيل إرسال رسائل تحذيرية غير مسبوقة للخرطوم وبقية المدن المطلة عليه.

فيضان السودان

عباس شراقي يحذر

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، حذر من  استمرار ارتفاع منسوب النيل في السودان، مؤكدًا ارتفاع منسوب نهر النيل في الخرطوم نتيجة زيادة تصريف المياه من سد النهضة، إذ زاد المعدل عن كل عام وبلغ المنسوب أكثر من 750 مليون متر مكعب.

وكتب الدكتور عباس شراقي منشورا على التواصل الاجتماعي، تحت عنوان "سد النهضة يتسبب في فيضان النيل الأزرق بدلًا من حمايته": "حذرنا مرارًا وتكرارًا من ضرورة تفريغ تدريجى لبحيرة سد النهضة قبل موسم الأمطار، ثم إعادة الملء خلال الموسم، إلا أن العناد والكبر وعدم الاعتراف بعدم كفاءة تشغيل التوربينات أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن من تصريف 750 مليون م3 لليوم الثالث على التوالى (25-27 سبتمبر 2025) في نهاية سبتمبر لأول مرة في التاريخ مما تسبب في فيضانات النيل الأزرق وتهديد السكان في السودان".

فيضان السودان

وحذّرت السلطات السودانية من مخاطر فيضان على امتداد ضفاف نهر النيل وروافده، وأصدرت إنذارًا بـ اللون الأحمر، معلنة درجة "الخطورة القصوى"، وتوقعت وصول مياه الفيضان واستمراره لمدة يومين، داعية المواطنين لتجنب المناطق المنخفضة، ونقل ممتلكاتهم إلى مناطق مرتفعة.