قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جيسوس يحقق حلمه المؤجل مع النصر.. كومان وفيليكس يصنعان الفارق ويعيدان هيبة العالمي

جيسوس
جيسوس

يبدو أن البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني الحالي لنادي النصر السعودي، قد وجد في “العالمي” المنصة التي طالما بحث عنها لتحقيق مشروعه الكروي الخاص، بعد أن اصطدم في تجربته السابقة مع الهلال بعقبات حالت دون تنفيذ رؤيته الفنية كاملة. 

واليوم، وبعد مرور موسم واحد على رحيله عن الزعيم، استطاع المدرب المخضرم أن يحقق حلمًا مؤجلًا طال انتظاره، بالتعاقد مع الثنائي الأوروبي كينجسلي كومان وجواو فيليكس، اللذين كان يتمنى ضمهما منذ فترة إشرافه على الهلال.

الصحف السعودية كشفت أن جيسوس كان قد وضع اسمي كومان، الجناح الفرنسي الطائر، وجواو فيليكس، صانع الألعاب البرتغالي الموهوب، على رأس قائمة مطالبه أثناء قيادته للهلال، إلا أن طلبه قوبل بالرفض حينها، نظرًا لاعتبارات مالية وإدارية.

غير أن القدر منحه الفرصة مجددًا عندما تولى قيادة النصر، ليحقق ما كان بمثابة “الحلم المستحيل” قبل عامين، ويدعم صفوف الفريق بثنائي أوروبي قادر على قلب موازين المنافسة.

عانى جيسوس خلال موسمه الأخير مع الهلال من توترات داخلية وخلافات تتعلق بسياسات التعاقدات، وهو ما انعكس على النتائج الميدانية، إذ خرج الفريق دون ألقاب وتجرع مرارة الإقصاء أمام الأهلي في نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، ليصل الطرفان إلى لحظة الفراق الحتمي.

الفيلسوف البرتغالي المعروف بانضباطه الصارم وفلسفته التكتيكية الدقيقة، أراد فريقًا ينسجم تمامًا مع رؤيته ولا يخضع لضغوط النجوم أو الحسابات التسويقية.

لذلك لم يتردد لاحقًا في الاستغناء عن البرازيلي نيمار جونيور كثير الإصابات، معتبرًا أن وجوده يثقل كاهل الفريق دون فائدة فنية حقيقية، رغم قيمته التسويقية الكبيرة.

مع توليه قيادة النصر، بدأ جيسوس مشروعه الجديد من حيث انتهى في الهلال، فكان التعاقد مع فيليكس وكومان بمثابة “القطعة الناقصة” التي أكملت منظومته الهجومية.

ومنذ انضمام فيليكس، تحول اللاعب البرتغالي إلى القلب النابض للعالمي، بمساهماته الحاسمة في التسجيل والصناعة، وقدرته على فك شفرة الدفاعات المحكمة بتمريراته الذكية وحركته بين الخطوط.

فيليكس لم يكتفِ بدور صانع الألعاب، بل أصبح هدافًا عند الحاجة، إذ يمتلك سجلاً تهديفيًا مميزًا منذ ظهوره الأول، إلى جانب مرونته التكتيكية التي تمنح المدرب القدرة على التحول من خطة 4-3-3 إلى 4-2-3-1 بسلاسة، دون الإخلال بتوازن الفريق.

وبفضل تجربته الثرية مع أتلتيكو مدريد وبرشلونة، أضاف للفريق عقلية الفوز في المباريات الكبرى، فضلاً عن قيمة تسويقية هائلة رفعت من مكانة النصر عالميًا.

أما كينجسلي كومان، فقد أضاف بعدًا جديدًا للمنظومة الهجومية بفضل سرعته الخارقة وقدرته على اختراق الدفاعات عبر الأطراف، حيث يقدم حلولًا هجومية متنوعة تجعل النصر أكثر شراسة ومرونة.

اللاعب الفرنسي الذي خبر الأضواء في بايرن ميونخ ومنتخب فرنسا، نقل تلك الخبرة إلى الملاعب السعودية، ليصبح أحد مفاتيح الفريق في المباريات الحاسمة.

كومان لا يكتفي بالمراوغة أو التهديف، بل يسهم في توسيع الملعب وإيجاد مساحات لزملائه مثل كريستيانو رونالدو وتاليسكا، من خلال تمركزه الذكي على الخط الجانبي وتمريراته العرضية الدقيقة.

إحصائيًا، يُعد من بين أكثر لاعبي الفريق نجاحًا في المراوغات وصناعة الفرص، ما جعل جيسوس يعتمد عليه كركيزة أساسية في مواجهة الكتل الدفاعية الصلبة التي تصادف النصر محليًا وآسيويًا.

ومع هذه التوليفة الأوروبية الرفيعة، يبدو أن النصر يسير بخطى واثقة نحو أهدافه الكبرى هذا الموسم، سواء في الدوري المحلي أو في دوري أبطال آسيا 2، حيث يراهن جيسوس على مزيج من الخبرة العالمية والمهارة الفردية لتكرار التجارب الناجحة التي ميزت مسيرته السابقة في أوروبا.

جورجي جيسوس، الذي لم يعرف التنازل عن مبادئه الفنية، استطاع أخيرًا أن يبني الفريق الذي حلم به، فريق يترجم أفكاره داخل المستطيل الأخضر بلا قيود.

وبين كومان وفيليكس، أعاد للعالمي توازنه الهجومي وبريقه القاري، لتبدأ مرحلة جديدة قد تعيد النصر إلى واجهة التتويج، وتعيد جيسوس نفسه إلى قمة المشهد الكروي الآسيوي من جديد.