يستعد كوكب الأرض لمواجهة حدث فضائي نادر يتمثل في اقتراب أربع انفجارات شمسية قوية، مما يثير مخاوف من اضطرابات محتملة في الشبكات الكهربائية والاتصالات وأنظمة الملاحة GPS.
وفي هذا السياق، أصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA) تحذيراً حول عاصفة جيومغناطيسية معتدلة من الفئة G2 خلال الساعات المقبلة، مُشيرة إلى إمكانية تأثيرها على البنية التحتية التقنية.
أسباب العواصف الجيومغناطيسية
تنتج العواصف الجيومغناطيسية عن انفجار الشمس لكتل من الجسيمات المشحونة، المعروفة باسم الانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs). عندما تصطدم هذه الجسيمات بالمجال المغناطيسي للأرض، تؤدي إلى تذبذبه.
تم إطلاق هذه الانبعاثات خلال الفترة ما بين 11 و13 أكتوبر، ومن المتوقع وصولها بشكل متتابع خلال الأيام القليلة القادمة.
وعبر عالمة الطقس الفضائي تاميثا سكوف، تم التحذير من أن تتابع الانفجارات الأخيرة قد يضاعف تأثيرها.
تأثيرات العواصف الشمسية
أشارت عالمة الطقس الفضائي تاميثا سكوف إلى أن العاصفة الأضعف (G1) قد تستمر حتى اليوم الجمعة مع تأثيرات محدودة. ومع ذلك، تعرضت الأرض بالفعل لما وصفته بـ"حملة إحماء" قبل الحدث الرئيسي، بسبب ثلاث عواصف إضافية ورياح شمسية سريعة.
النشاط الشمسي هذا الأسبوع كان قوياً بشكل غير معتاد، ويرجع ذلك إلى مجموعة كبيرة من البقع الشمسية الداكنة AR4246، والتي تضم مناطق مشحونة بقوة وتميل نحو الالتواء، مما يزيد من احتمالات حدوث انفجارات طاقتها قوية بما يكفي لتعطيل الإشارات الراديوية وخلق شفق قطبي ساطع.
يؤكد العلماء أن الرياح الشمسية أصبحت أقوى منذ عام 2008، حيث زادت سرعة وكثافة ودرجة حرارة الجسيمات المشحونة فضلاً عن قوة المجال المغناطيسي.
هذه التغيرات تجعل كوكب الأرض أكثر عرضة لعواصف شمسية قوية، ما قد يعيد كتابة القواعد المتعلقة بالتأثيرات الفضائية على التكنولوجيا والحياة اليومية.
مناطق التأثير المحتملة
من المتوقع أن تصل العاصفة بشكل رئيسي إلى شمال الولايات المتحدة، مع إمكانية رؤية الشفق القطبي من مناطق مثل نيويورك إلى أيداهو.
كما من المحتمل أن تشمل التأثيرات ولاية مين، ميشيغان، ويسكونسن، مينيسوتا، داكوتا الشمالية ومونتانا.
من المرتقب أن تكون تأثيرات الطاقة طفيفة في الغالب، مع تقلبات بسيطة في الجهد الكهربائي، بينما قد تتعرض إشارات الراديو وGPS لتداخل مؤقت، خاصة في خطوط العرض المرتفعة وعلى متن الطائرات.