برزت خلال الأشهر الأخيرة تساؤلات عديدة حول حقيقة مكانة آبل في سباق شركات التكنولوجيا العالمية لتطوير تطبيقات وخدمات الذكاء الاصطناعي.
في حين تواصل جوجل و مايكروسوفت وسامسونج الإعلان عن مزايا جديدة ومنتجات مبتكرة تعتمد على AI بشكل متسارع، تظهر آبل كمن يُراقب عن بعد وربما يتعمّد التأخر في كشف أوراقه.
تحليل استراتيجية آبل: هل هو تردد أم ذكاء استراتيجي؟
يرى بعض المحللين أن آبل تتبع نهج "التأني الذكي"، بحيث تراقب عن كثب إخفاقات ونقاط ضعف الشركات الأخرى في الذكاء الاصطناعي، ثم تدخل بقوة عندما تتضح أمامها معايير الجودة والاستخدام الآمن والفعلي للتقنيات الجديدة.
وتعتبر تجربة Siri وخدمات Apple Intelligence من أقل التطبيقات عدداً في السوق مقارنةً بمنافساتها، لكنها أكثر توافقاً مع خصوصية المستخدم وقيود الاستخدام العملي.
مقارنة مع منافسي السوق: جوجل، مايكروسوفت وسامسونج
أطلقت الشركات المنافسة تقنيات ذكاء اصطناعي في البحث، التصوير، التخزين السحابي، وحتى البريد الإلكتروني وتمييز الصوت والصورة تلقائياً.
بينما تبقى آبل تراقب هذه المسارات وتحلل ردود فعل المستخدمين ومدى المخاطر الأمنية، حتى لا تقع في نفس الفخاخ التقنية التي ظهرت عند المنافسين، والتي تسببت أحياناً في مشاكل خصوصية وتسريبات بيانات.
تأثير التأخر على صورة آبل ومبيعات الأجهزة
يشير التقرير إلى أن بعض المستخدمين يرون تأخر آبل خسارة مبدئية في سباق تقنيات المستقبل، خاصة مع تصاعد أهمية الذكاء الاصطناعي في صناعة الهواتف الذكية والخدمات السحابية.
بالمقابل، يرى آخرون أن آبل أقدر على تحويل التأني إلى ميزة تنافسية، إذ اعتادت تقديم تقنيات سبقتها إليها شركات أخرى ولكنها نجحت في إيصالها بشكل أكثر اتقاناً وعملية للمستخدم النهائي.
هل تتعثر المنافسة... أم تباغت آبل الجميع؟
التاريخ التقني يُظهر أن آبل غالباً لا تطرح تقنياتها إلا بعد تجارب ودراسات وتحسينات متكررة، ما يجعلها تكتسب ثقة المستخدمين في الأمان والاستمرارية.
وإذا صحت توقعات المراقبين، فإن القادم من آبل في مجال الذكاء الاصطناعي قد يشكل نقلة ثورية، تضع معايير جديدة للمنافسة تماماً كما فعلت في مجالات الهواتف الذكية، الساعات وإكسسوارات المنزل الذكي سابقاً.