في مشهد غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين الإعلام والإدارة الأمريكية، تحولت كلمة «أمك» من تعبير شعبي دارج إلى رد سياسي رسمي يتكرر على ألسنة المسؤوليين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مواجهة أسئلة الصحفيين.
بداية الجدل من «بودابست» إلى «ربطة العنق»
بدأت القصة عندما وجه أحد مراسلي صحيفة «هاف بوست» سؤالا إلى المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، حول الجهة التي اختارت العاصمة المجرية بودابست لاستضافة لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني .

وجاء رد ليفيت صادما: «أمك هي من فعلت»، في سابقة أثارت دهشة الصحفيين والمتابعين.
بعد أيام قليلة، تكرر المشهد عندما سأل المراسل ذاته عن ربطة العنق التي ارتداها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، والتي بدت ألوانها قريبة من العلم الروسي خلال لقاء جمع ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ورد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية شون بارنيل بسخرية: «لأن أمك اشترتها له»،
قبل أن يستدرك قائلا إن الربطة «أمريكية وطنية» تمزج بين الأحمر والأبيض والأزرق، ألوان العلم الأمريكي.

البيت الأبيض الرد «أكثر من مناسب»
لم يتوقف الجدل عند هذا الحد، إذ واصلت الإدارة الأمريكية السابقة النهج ذاته فقد علق مدير الاتصالات في البيت الأبيض آنذاك ستيفن تشيونج بنفس العبارة، مكررا «أمك» ردا على سؤال آخر من الصحفي ذاته.
وعندما وجهت صحيفة «إندبندنت» سؤالا للبيت الأبيض حول ما إذا كان استخدام هذا الرد مناسبا لمسؤولين رسميين، جاء رد المتحدثة باسم البيت الأبيض تايلور روجرز حاسما: «إنه أكثر من ملائم».
خلفيات إعلامية
وفق تقارير صحفية أمريكية، فإن المراسل الذي تعرض لهذه الردود الساخرة كان قد نشر في عام 2021 كتابا ناقدا للرئيس ترامب.
الواقعة أثارت جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية الأمريكية.
من الشتيمة إلى السلاح السياسي
تحولت الكلمة، الي رمز تهكمي و أشبه بـ«علامة لغوية سياسية» جديدة .

