قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جماعة جهادية تابعة للقاعدة تهدد باماكو وسط عجز عسكري روسي ومالي عن صدها

جماعة جهادية تابعة للقاعدة تهدد باماكو
جماعة جهادية تابعة للقاعدة تهدد باماكو

تعيش مالي على وقع تصعيد خطير، إذ تقترب جماعة جهادية تابعة لتنظيم القاعدة تُعرف باسم «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» (JNIM) من العاصمة باماكو، في ظل عجز واضح لقوات المجلس العسكري الحاكم وشركائه الروس عن احتواء تمدد المسلحين الذين باتوا يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد الواقعة في منطقة الساحل الإفريقي.

تدهور أمني واقتصادي متسارع

شهدت العاصمة باماكو أزمة حادة في الوقود بعد أن قطع مسلحو الجماعة الطرق المؤدية إليها، وهاجموا الدوريات العسكرية وقوافل نقل الوقود.

 وأظهرت مقاطع مصوّرة طوابير طويلة من السيارات والدراجات أمام محطات الوقود، فيما أغلقت المدارس والجامعات أبوابها بسبب النقص الحاد في المحروقات.

وحثّت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا رعاياها على مغادرة باماكو فورًا، حيث حذّرت السفارة البريطانية من “خطر داهم وانفلات أمني غير متوقع”، فيما وصفت الخارجية الأمريكية الوضع الأمني في العاصمة بأنه “غير مستقر وغير متوقع”.


استراتيجية «حرب اقتصادية»

على مدى الشهرين الماضيين، كثفت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجماتها على إمدادات الوقود، إذ نصبت كمائن لشاحنات النقل القادمة من ساحل العاج والسنغال. وفي سبتمبر الماضي، هاجمت الجماعة قافلة تضم أكثر من 100 شاحنة وقود، وأحرقت نصفها، وفقًا لبيانات مشروع ACLED المتخصص في رصد النزاعات.


ويرى محللون أن الجماعة باتت تعتمد تكتيك “الحرب الاقتصادية”، عبر فرض الإتاوات، وقطع الطرق، وحصار المدن. ويقول الخبير في شؤون الإرهاب دانييلي غاروفالو إن JNIM “طوّرت أساليبها، فباتت تجمع بين السيطرة الميدانية والتأثير الاقتصادي والاجتماعي”.


إخفاق روسي وتوتر داخلي

ورغم وجود مرتزقة روس منذ عام 2021 ضمن ما يُعرف بـ«فيلق إفريقيا» التابع لموسكو (خلفًا لمجموعة فاغنر)، إلا أن القوات الروسية تكبدت خسائر كبيرة، ولم تنجح في وقف تقدم الجهاديين. فقد أعلنت الجماعة العام الماضي مسؤوليتها عن كمين معقّد أسفر عن مقتل نحو 50 جنديًا روسيًا شمال البلاد.

في المقابل، تتهم منظمات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش، القوات المالية وشركاءها الروس بارتكاب إعدامات ميدانية واختفاءات قسرية بحق رجال من قبائل الفولاني بتهمة التعاون مع الجهاديين، ما أدى إلى اتساع دائرة الغضب الشعبي ضد المجلس العسكري في باماكو.

خطر إقليمي متزايد

يقول محللون إن سقوط النظام المالي أو وقوع انقلاب جديد سيؤدي إلى انهيار أمني شامل في منطقة الساحل، حيث تنشط الجماعة نفسها في بوركينا فاسو والنيجر. 

أعلنت JNIM تنفيذ 54 هجومًا في بوركينا فاسو و36 في مالي و7 في النيجر خلال شهر واحد فقط، كما تبنّت مؤخرًا أول هجوم لها في شمال نيجيريا.
ويحذّر الخبير الأممي السابق إدموند فيتون-براون من أن “العدوى الجهادية في طريقها للانتقال إلى دول جديدة مثل ساحل العاج ونيجيريا، بينما تبدو بوركينا فاسو الحلقة الأضعف في السلسلة”.
 

مستقبل غامض لباماكو

يرى مراقبون أن الجماعة لا تسعى لهجوم مباشر على العاصمة، بل إلى خنقها اقتصاديًا لإشعال التذمر الشعبي ضد المجلس العسكري بقيادة العقيد عاصمي غويتا. ويضيف غاروفالو أن هدف الجماعة هو “إضعاف النظام سياسيًا واقتصاديًا، وتقديم نفسها كبديل قادر على إدارة البلاد.”

ويختتم تقرير مشروع مكافحة التطرف (CEP) بالقول إن مالي قد تكون “أول دولة في التاريخ تقع تحت حكم فعلي لتنظيم مرتبط بالقاعدة”، في ظل عزلة دولية خانقة بعد طرد فرنسا وتوتر العلاقات مع الأمم المتحدة و«إيكواس»، وغياب أي دعم خارجي يمكن أن يغيّر موازين القوى.