تحدث الداعية الإسلامي الدكتور مظهر شاهين عن الرأي الشرعي في الاحتفال بما يعرف بـ"عيد الحب"، موضحًا أن الأمر لا يعد مخالفًا للدين طالما كانت النية فيه التعبير عن المودّة والمشاعر الإنسانية الطيبة بين الناس، دون تجاوزٍ للضوابط الشرعية أو اعتبارٍ له كعيدٍ ديني.
وقال إن بعض العلماء المعاصرين يرون أن تبادل المشاعر الطيبة في مثل هذا اليوم لا حرج فيه، إذا اقتصر على ما أباحه الشرع ولم يصاحبه ما يُغضب الله مثل التبرّج أو الإسراف أو الانحلال الأخلاقي.
وأشار شاهين إلى أن الإسلام في جوهره لا يُعارض التعبير عن العاطفة والمحبّة، بل يشجّع على إظهار الرحمة والمودة بين الناس في كل الأوقات، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تَهَادُوا تَحَابُّوا»، أي تبادلوا الهدايا لتزداد المحبّة بينكم. ولفت إلى أن هذه المعاني الجميلة لا ينبغي حصرها في يومٍ محدّد من العام، لأن الدين يدعو إلى نشر المحبة والاهتمام طيلة أيام الحياة، لا في مناسبة واحدة فقط.
وأوضح أن تخصيص يومٍ بعينه للاحتفال بالحب قد يجعل البعض يظنه عيدًا محدثًا، وهو ما لا يقرّه الشرع، لكن إذا نظر إليه الناس على أنه مناسبة اجتماعية لإدخال السرور على القلوب والتعبير عن المشاعر النبيلة، فذلك أمر لا بأس به.
وأضاف أن إدخال الفرح على الزوجة أو الأسرة من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أحبّ الأعمال إلى الله سرورٌ تُدخله على مسلم».
واختتم شاهين حديثه مؤكدًا أن الإسلام لا يعرف من الأعياد الشرعية إلا عيد الفطر وعيد الأضحى، وما عدا ذلك من المناسبات مثل عيد الأم أو عيد الحب، فهي تظل مظاهر اجتماعية لا علاقة لها بالعبادة، ويجوز المشاركة فيها إذا خلت من المحرمات والتجاوزات، وتمّت في إطار القيم والأخلاق الإسلامية.

