علق علماء الأزهر، على تصريحات الفنانة هندية، التي أوضحت فيها سبب خلع الحجاب، مؤكدين أن الحجاب فرض على كل امرأة بالغة، والأمر في ارتداء الحجاب ليس اختياريًا.
خلع الحجاب
وكشفت الفنانة هندية عن أنها اتخذت قرار خلع الحجاب بعد فترة من التفكير والدعاء، وأنها كانت تبحث عن طمأنينة داخلية قبل الإقدام عليه، موضحة أنها انتظرت إشارة من الله قبل الإقدام على هذه الخطوة، لكنها لم تتلق أي علامة كما كانت تتوقع، فقررت خلع الحجاب بعد فترة من التردد والتفكير.
استأذنت الله قبل خلع الحجاب
وذكرت الفنانة هندية في تصريحات تلفزيونية إنها استأذنت الله قبل اتخاذ القرار، مضيفة: «قُلت له يا رب لو أنا غلط امنعني، قعدت شهر ونص بجاهد في نفسي ومفيش رسالة جت لي، أصل ربنا جميل أوي ومش هيعذبنا».
«ما يفعل الله بعذابكم»
وأشارت إلى أنها تستند في رؤيتها إلى الآية القرآنية: «ما يفعل الله بعذابكم»، موضحة أن الله وضع نظام الثواب والعقاب لتنظيم حياة البشر، حتى «لا تتحول الدنيا إلى غابة»، بحسب وصفها.
وأكدت أن قرارها جاء بعد فترة من التأمل والمراجعة الذاتية، وأنها ما زالت تؤمن بأن العلاقة بين الإنسان وربه تقوم على الرحمة والتسامح، لا على الخوف والعقاب فقط.
رد حاسم على الفنانة هندية
علق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، على تصريح الفنانة هندية والتي زعمت إنها «استأذنت ربنا قبل خلع الحجاب، وانتظرت شهرًا ونصفًا دون أي علامة بالرفض، فحسيت بالقبول لأن ربنا جميل وبيحب الجمال».
ونبه الدكتور أحمد كريمة، على أن هذا الكلام مرفوض شكلاً وموضوعًا، مؤكدًا أن الحجاب فريضة شرعية ثابتة بنصوص قطعية من القرآن والسنة، وليس أمرًا اختياريًا.
الحجاب فرض
وواصل: إن الحجاب وتغطية رأس المرأة البالغة من مقدمة الرأس إلى الخلف يعتبر فرضًا، وأن الله قال «وليضربن بخمرهن على جيوبهن».
واستشهد بقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «لا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةَ حَائِضٍ -أي بالغة- إِلا بِخِمَارٍ» رواه الترمذي، فالحديث في هذا الأمر مفهوم ولا يوجد به اجتهاد.
الحجاب ليس أمراً اختياريًا
وشدد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، على أن الحجاب فريضة شرعية ثابتة بنصوص قطعية من القرآن والسنة، وليس أمرًا اختياريًا يخضع للشعور أو الإلهام أو العلامات، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا...» [النور: 31].كما استشهد بحديث النبي ﷺ حين قال لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: «يا أسماءُ، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا»، وأشار إلى وجهه وكفيه، مؤكدًا أن هذا الحديث يدل بوضوح على وجوب ستر الجسد عدا الوجه والكفين، وهو ما أجمع عليه جمهور العلماء.
ميزان الطاعة هو الوحي لا الهوى
وأبان الدكتور قابيل، أن القبول الحقيقي من الله يُعرف بالالتزام بأوامره واجتناب نواهيه، وليس بمجرد الإحساس الداخلي أو الراحة النفسية، لأن ميزان الطاعة هو الوحي لا الهوى، موضحًا أن «الله جميل ويحب الجمال، لكن الجمال في ميزان الشرع لا يتعارض مع الطاعة، بل يكتمل بها».
خلع الحجاب ليس كفراً
وأبان العالم الأزهري، أن من خالفت أمر الله في الحجاب لا تخرج من الملة، لكنها وقعت في معصية تحتاج إلى توبة واستغفار، وأن التبرير باسم الجمال أو الحرية لا يغيّر من الحكم الشرعي شيئًا.
وحذر من إثارة الجدل الديني بغرض تحقيق الشهرة أو الظهور على “التريند”، مؤكدًا أن الدين ليس مادة للترفيه أو الجدل الإعلامي، وأن من أراد محبة الله فعليه أن يطلبها بصدق الالتزام لا بلغة الاستفزاز.


