بعد الاعتداء على تلاميذ كي جي 2 في مدرسة سيدز، وغيرها من الجرائم الشبيهة والمتكررة كل يوم، أصبحنا في عالم تتزايد فيه التحديات والمخاطر المحيطة بالأطفال، ولم يعد الاعتماد على النوايا الحسنة كافيا لضمان سلامتهم داخل المؤسسات التعليمية.
فالأمان الحقيقي لا يتحقق بالثقة فقط، بل بمنظومة واضحة وفاعلة تحمي الطفل قبل أن يتعرض لأي ضرر
وفي هذا الصدد، تبرز الدكتورة مروة شومان، استشاري صحة نفسية ، أهمية تطبيق نظام السيف جارد بوصفه إطارا تنظيميا يضع سلامة الطفل في مقدمة الأولويات، ويحول المدارس إلى بيئات آمنة حقا، لا مجرد أماكن للتعلم.
وقالت “شومان”، في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن التجارب الواقعية تشير إلى أن هشاشة عالم الطفولة أكبر مما نتصور، وأن المؤسسات التعليمية قد تتحول، دون قصد، إلى بيئات تسمح بحدوث ممارسات مرفوضة، لذلك يصبح السؤال الحتمي: هل تكفي نوايا العاملين لجعل بيئة المدرسة آمنة؟ الجواب أن الثقة وحدها لا تكفي، فالأمان الحقيقي يبنى عبر أنظمة وإجراءات واضحة.
وأضافت: “هنا يأتي نظام السيف جارد بوصفه ضرورة لا خيارا، فهو ليس مجرد لائحة تعلق على الأبواب، بل إطار شامل يجمع بين الرقابة والتدريب والتوثيق والتدخل السريع، كما أنه انتقال من منطق قد يحدث أحيانا إلى قناعة راسخة بأن حدوث الإساءة غير مقبول، مهما كانت الظروف”.
وتابعت: "الإساءة الجسدية أو الجنسية للطفل ليست حادثا عابرا، بل صدمة تؤثر في مستقبل الطفل وثقته بنفسه وبالآخرين، ورغم الاعتقاد أنها نادرة، إلا أن الواقع يكشف أن كثيرا من الضحايا لا يتكلمون، بل يظهرون ألمهم في سلوكهم، وهذا الإدراك يحمل المعلمين والموظفين مسئولية كبيرة في حماية الأطفال ومنع أي ضرر قبل وقوعه".
واختتمت تصريحاتها قائلة: "قوة السيف جارد تكمن في بساطة إجراءاته وفاعليتها، ومنها: مراقبة السلوك اليومي للطفل، وتدريب العاملين على قراءة العلامات المبكرة، ومنع الانفراد بالطفل دون مبرر، وتوثيق أي اشتباه مهما بدا بسيطا، والتدخل السريع لحماية الطفل قبل البحث عن المسئول، وهذه الخطوات الصغيرة تصنع فارقا كبيرا وتمنع الكوارث قبل وقوعها".



