خيّم الحزن على الأوساط الطبية وأهالي محافظة سوهاج، عقب وفاة الدكتورة شيماء وليد، جرّاحة القلب الشابّة؛ إثر توقّف مفاجئ لعضلة القلب بعد دقائق من انتهائها من إجراء عملية جراحية دقيقة لمريض داخل معهد ناصر، استغرقت أكثر من خمس ساعات كاملة من التركيز والجهد المتواصل.
وبحسب شهادات زملائها، فقد خرجت الدكتورة الشابّة من غرفة العمليات مرهقة بشدة، تحاول استعادة أنفاسها بعد واحدة من أصعب المعارك الطبية التي خاضتها، معركة بين الحياة والموت داخل غرفة العمليات، حيث نجحت في إنقاذ حياة مريض كان يحتاج إلى تدخل عاجل في القلب.
انقاذ مريض ووفاة الطبيبة
ووفقًا لما تداوله زملائها، ما إن أنهت الطبيبة الشابّة مهمتها الإنسانية وخرجت لغسل وجهها ومحاولة التقاط أنفاسها، حتى توقّفت عضلة قلبها بشكل مفاجئ، في مشهد صادم أعاد إلى الأذهان الضغوط الهائلة التي يتحمّلها الأطباء خلال ساعات العمل الطويلة داخل غرف العمليات، خاصة في التخصصات الدقيقة مثل جراحة القلب.
الطبيبة التي أمضت خمس ساعات تقاوم الإرهاق وتركّز بكل طاقتها لإنقاذ قلب مريض، خانها قلبها فجأة، لتسقط في لحظة صمتٍ موجعة، وتتحوّل من منقذة لحياة الآخرين إلى ضحية لإجهاد مهني لا يتوقف.
وسرعان ما انتشر خبر وفاتها على نطاق واسع، حيث عبّر مئات الأطباء والمواطنين عن حزنهم العميق لفقدان طبيبة شابّة عُرفت بإخلاصها وتفانيها، مؤكدين أن ما حدث يجسّد حجم الضغوط التي يعيشها الأطقم الطبية، وما يواجهونه من تحديات لا يراها كثيرون.
وتقدّم زملاؤها وعائلتها بنعيٍ مؤثّر، داعين الله أن يتغمّدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، مؤكدين أن وفاتها ليست مجرد رحيل طبيبة شابة، بل رحيل روح نبيلة وقلب كان نابضًا بالإنسانية حتى اللحظة الأخيرة.



