قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

يؤديان لعواقب لا تُحمد.. أمين الإفتاء يوضح سبب نهي النبي عن التشدد والغلو

دار الإفتاء
دار الإفتاء

أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول التشدد والغلو في الدين، مؤكدًا أن الغلو ليس ظاهرة جديدة، بل وُجد منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان الرسول ﷺ يعالج هذا الفكر بين أصحابه، ويعلمهم كيف يعبدون الله دون إفراط أو تشدد، وكيف يعيش الإنسان متوازنًا في عبادته حتى لا ينقطع أو يمل، لأن النفس بطبيعتها تمل إذا حُمّلت ما لا تطيق.

حكم التشدد والغلو في الدين

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن النبي ﷺ ضرب مثالًا عمليًا لذلك عندما جاء ثلاثة نفر إلى بيته يسألون عن عبادته، فلما أُخبروا بها استقلّوها، وقالوا إن رسول الله ﷺ قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فأراد كل واحد منهم أن يشدد على نفسه، فقال أحدهم يقوم الليل ولا ينام، وقال الآخر يصوم الدهر ولا يفطر، وقال الثالث يعتزل النساء ويتفرغ للعبادة.

وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن النبي ﷺ لما بلغه قولهم دعاهم وقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟»، ثم بيّن لهم المنهج الصحيح بقوله: «أما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»، مؤكدًا أن هذا هو الميزان الذي وضعه النبي ﷺ للأمة، عبادة بلا انقطاع، وطاعة بلا ملل، ودين بلا غلو.

لماذا نهى النبي عن التشدد والغلو في الدين؟

وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية شريعة وسط، كما قال الله تعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾، والوسطية تعني العدل والخيرية والأفضلية، فلا تشدد ولا تفريط. 

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الإنسان إذا لم يقبل رخص الشرع واليسر الذي جاءت به الشريعة شدد على نفسه حتى ينقطع، وربما حمل غيره ما لا يطيق، وقد حذر النبي ﷺ من الغلو بقوله: «إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو».

وشدد أمين الفتوى في دار الإفتاء على أن النبي ﷺ علّم الأمة كيف توازن بين العبادة والحياة، مستشهدًا بموقفه مع سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أطال الصلاة بالناس، فأنكر عليه النبي ﷺ وقال: «أفتان أنت يا معاذ؟ من أمّ الناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة». 

وشدد على أن الغلو والتشدد يؤديان إلى عواقب لا تُحمد، بينما اليسر والوسطية هما روح الشريعة وهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم.