قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وكيل الأزهر: دعم ذوي الهِمم واجبٌ ديني ومسؤولية وطنية.. والأزهر ماضٍ في تمكينهم

د.  الضويني خلال إلقاء كلمته
د. الضويني خلال إلقاء كلمته

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إنَّ رعاية ذوي الهمم ودعمهم وتمكينهم يمثل واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا ومسؤولية مجتمعية، مشددًا على أن الأزهر يضع هذا الملف في صدارة أولوياته؛ انطلاقًا من رسالته العالميَّة القائمة على الرحمة والعدل وصون الكرامة الإنسانيَّة.

ونقل وكيل الأزهر، في كلمته خلال الاحتفالية التي نظَّمها الأزهر الشريف بالتعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة؛ بمناسبة اليوم الدولي لذوي الهمم، تحيَّات فضيلة الإمام الأكبر وتهانيه الصَّادقة لأبنائه من ذوي الهمم بهذه المناسبة، مشيدًا بما يقدمونه من نماذج مضيئة في الصبر والعزيمة والتميز، معربًا عن شكره للقائمين على هذا الحفل الراقي، الذي يأتي في إطار تحقيق رؤية مصر 2030، وتنفيذًا للإجراءات التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تؤكِّد ضرورة الفهم الحقيقي لقضايا ذوي الهمم، وإتاحة فُرَص التعليم المناسبة التي تلائم احتياجاتهم، وتمكينهم من الاستفادة الكاملة من مختلف الفرص المتاحة أمامهم.

وأكَّد أن قصص نجاح الأشخاص ذوي الإعاقة تمثِّل مصدر إلهام حقيقي للمجتمع بأسره، موجهًا رسالة شكر وتقدير إلى أولياء الأمور، الذين بذلوا الجهد وتحمَّلوا الصعاب، وصبروا في رعاية أبنائهم، فكانوا نماذج يحتذَى في الصبر والاحتواء، وعنوانًا لمعاني القوة والمثابرة والأمل والإيمان بالقدرات، موضحًا أن الإسلام في أصوله وتشريعاته أكَّد أنَّ ذوي الهمم ذوات مكرمة، لها قيمتها الإنسانية الكاملة، وأنَّ النصوص الشرعية قرَّرت هذا المعنى بوضوح، وحرَّمت أي انتقاص من حقوقهم، بل وأمرت بتوفير الرعاية والدعم، وتسهيل السبل أمامهم في مختلف المجالات.

وأوضح وكيل الأزهر، أنَّ الإسلام ضرب أروعَ الأمثلة في توفير الرعاية الشاملة لذوي الهِمَم، والعمل على قضاء حوائجهم، ومنحهم الأولوية في التَّمتع بكافة الحقوق دون تمييز، مؤكدًا أن معيار التفاضل في الإسلام ليس القوة أو القدرة الجسدية، وإنما التَّقوَى، مصداقا لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
وأكَّد فضيلته أن عناية الإسلام بذوي الهمم حقيقة تاريخيَّة عاشها المسلمون؛ حيث برز من بينهم علماء وقادة ومبدعون تركوا أثرًا عظيمًا في ميادين العلم والحضارة، رغم ما كانوا يعانونه من إعاقات أو ضعف بدني، فالإعاقة لم تكن عائقًا أمام التفوق، بل كانت في كثير من الأحيان سببًا في زيادة الأجر وعلو الدرجة، ولهذا فإنَّ الأزهر يؤكد، من خلال هذه الاحتفالية، أنَّ منهج الرحمة والعدل الذي جاء به الإسلام ما زال حيًّا نابضًا في ضمير الأمة، وأن ذوي الهمم لهم في القلوب مكان، وفي المجتمع حق، وفي الحياة نصيب مصون، مشددًا على أن تكريمهم هو إقرار صادق بحقوقهم، وخطوة عملية على طريق الوفاء لقيم هذا الدين العظيم.

وبيَّنَ وكيل الأزهر أنَّ العناية بذوي الهِمَم والحفاظ على مشاعرهم واجبٌ ديني ومجتمعي، لذلك أولاهم الأزهر اهتمامًا خاصًّا، تجلَّى في تذليل الصعوبات أمامهم، وتقديم الدعم العلمي والنفسي، بما يعزِّز قدرتهم على التعلم والاندماج والمشاركة الفاعلة، مؤكدًا أن الدولة المصرية تضع ذوي الهمم في موقع متقدم من الاهتمام، وقد تحرَّكت أجهزة الدولة خلال السنوات الأخيرة لضمان تمتعهم بكافة الحقوق على قدم المساواة مع الآخرين، وشَهِدَت مصر نهضة شاملة في الخدمات والتيسيرات المقدَّمة لهم في جميع المجالات، انطلاقًا من إيمان راسخ بأنهم طاقة بشرية قادرة على العطاء والإبداع.

وأشار الدكتور الضويني إلى أنَّ السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي دعمَ هذا التوجُّهَ وفعلَه توجيهًا وتطبيقًا؛ من خلال سياسات واضحة تستهدفُ الدمج الفعلي لذوي الهمم، بما يضمن لهم الكرامة والفرص العادلة، مؤكدًا حرصَ الأزهر على أن يواكب هذه الرؤية الوطنية ويدعمها؛ حيث فتح أبوابه لذوي الهمم، وهيَّأ لهم البرامج التعليمية التي تناسب قدراتهم وملكاتهم، وسخَّر الكوادر المؤهلة لتعليمهم وتأهيلهم، والعمل على إبراز مواهبهم، وبناء مسارات تعليميَّة تليق بطموحاتهم وتصنعها عزيمتهم واجتهادهم.

وأوضح فضيلته أنَّ الأزهر بقيادة فضيلة الإمام الأكبر حريص على إتاحَة كافَّة سبل الدعم والمساعدة لذوي الهمم في جميع المراحل الدراسيَّة؛ من خلال تطوير النظم التعليمية، وتوفير الوسائل الملائمة، وإنشاء وتطوير المراكز والمعاهد المتخصصة، إلى جانب تقديم الرعاية الصحية اللَّازمة؛ ولهذا أنشأ الأزهر مراكز «إبصار» بعدد من فروع جامعة الأزهر لأصحاب البصائر، وتم تزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات، إلى جانب عقد دورات لتعليم القراءة والكتابة بطريقة برايل، وتوفير الأجهزة التعويضيَّة للمحتاجين، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي وعدد من مؤسسات المجتمع المدني، فضلًا عن إتاحة بطاقة الرعاية الشاملة والخدمات المختلفة.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بالإعلان عن إطلاق مشروع «الكتاب المسموع» على المنصات التعليمية الأزهريَّة لطلاب المعاهد الأزهرية من ذوي البصائر، تيسيرًا عليهم، وتخفيفًا للأعباء التي تتحملها أسرهم في توفير وسائل المذاكرة والتحصيل العلمي، موضحًا أنَّ المشروع بدأ بإطلاق الكتاب المسموع لمادة التجويد للمرحلة الإعدادية بقطاع المعاهد الأزهرية، ضمن إستراتيجية متكاملة ينتهجها الأزهر الشريف لإتاحة خدمة الكتاب المسموع في مختلف المواد الدراسيَّة، وعلى جميع مراحل التعليم الأزهري قبل الجامعي، بما يسهم في التغلب على التحدِّيات التي تواجه الطلاب من ذوي البصائر، ويوفر لهم تعليمًا يتوافق مع التقنيات الحديثة ويحقق مبدأ تكافؤ الفرص.