في أول اختبار لمنظومة الجودة بعد بدء عمليات التسليم، أعلنت شركة لوسيد عن استدعاء استباقي لطرازها الرائد “جرافيتي” لعام 2026. ورغم أن الاستدعاء شمل 66 وحدة فقط، إلا أن طبيعة الخلل كشفت عن مدى تعقيد سلاسل التوريد العالمية؛ حيث لم يكن السبب عطلاً ميكانيكيًا أو برمجيًا، بل خطأً بسيطًا في تصنيف أغطية المقاعد الأمامية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في حال وقوع حوادث تصادم جانبي.
خطأ التصنيف وخطر الوسائد الهوائية الجانبية
بدأت الأزمة عندما تبين أن المورد المسؤول عن تصنيع أغطية المقاعد "Piston Interiors" قد وضع ملصقات خاطئة على مجموعة من الأغطية المخصصة لسيارة لوسيد جرافيتي.
أدى هذا الخطأ إلى تركيب غطاء مخصص لجهة السائق على جهة الراكب أو العكس؛ ونظرًا لأن الوسائد الهوائية الجانبية مدمجة بدقة داخل هيكل المقعد، فإن وجود غطاء غير متوافق مع الجهة الصحيحة قد يمنع الوسادة من الانفتاح بالسرعة أو الطريقة المطلوبة، مما يعرض الركاب لإصابات جسيمة بدلاً من توفير الحماية اللازمة لهم في لحظة الارتطام.
اكتشاف الخلل في خطوط التجميع المشتركة
يعود الفضل في اكتشاف هذه المشكلة إلى مصنع "Hyundai Transys" المسؤول عن تجميع مقاعد لوسيد، حيث لاحظ العمال في أواخر أكتوبر 2025 وجود ملصق غير صحيح على أحد أغطية مساند الظهر.
وبناءً على ذلك، أطلقت لوسيد تحقيقًا فوريًا بالتعاون مع الموردين، ليتبين أن حوالي 40% من السيارات الـ 66 المتأثرة قد تحتوي بالفعل على هذا العيب.
ورغم صغر حجم الاستدعاء، إلا أن الشركة قررت إيقاف تسليم المركبات المشتبه بها مؤقتًا لضمان عدم وصول أي سيارة معيبة إلى الطرقات.
أكدت لوسيد أن الحل بسيط ومباشر، حيث سيقوم الفنيون في مراكز الخدمة بفحص المقاعد الأمامية واستبدال أي أغطية معيبة بأخرى جديدة ومصنفة بشكل صحيح، وذلك دون أي تكلفة إضافية على الملاك.
ومن المقرر أن تبدأ الشركة في إرسال خطابات الإخطار الرسمية للمتضررين في مطلع فبراير 2026، مع توفير تعويضات عن أي تكاليف قد يكون الملاك قد تكبدوها قبل الإعلان الرسمي عن الاستدعاء، مما يعكس حرص الشركة على الحفاظ على سمعتها كعلامة تجارية فاخرة تضع الأمان أولاً.
رسالة لوسيد لملاك "جرافيتي" في المنطقة
بالنسبة للملاك في المملكة العربية السعودية والمنطقة، فإن هذا الاستدعاء يعد تنبيهًا تقنيًا محدود النطاق، خاصة وأن معظم الوحدات المتأثرة تم تحديدها بدقة قبل توسع عمليات التسليم العالمية.
ومع ذلك، تنصح الشركة الملاك دائمًا بالتحقق من رقم الشاسيه (VIN) عبر منصات لوسيد الرسمية أو التواصل مع مركز خدمة العملاء للتأكد من سلامة مركباتهم، مؤكدة أن إجراءات الفحص والتدقيق قد تم رفعها بنسبة 200% لدى الموردين لمنع تكرار مثل هذه الهفوات التصنيعية مستقبلاً.