كشفت القناة 12 العبرية، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارست ضغوطًا مباشرة على حكومة الاحتلال الإسرائيلية، دفعت وزير الجيش يسرائيل كاتس إلى التراجع عن تصريحاته الأخيرة، والتأكيد على أن إسرائيل لا تعتزم إقامة مستوطنات في قطاع غزة.
وبحسب القناة، جاء هذا التراجع قبيل لقاء مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي، في ظل قلق واشنطن من تداعيات التصريحات الإسرائيلية على مسار التهدئة والمفاوضات الجارية بشأن غزة.
من جهته، قال الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد إن مصطلح “نواة ناحال” الذي ذكره، كاتس، يعد في الوعي الإسرائيلي منذ عام 1967 غطاء تمهيديا لإقامة المستوطنات، موضحا أن التجربة التاريخية أثبتت أن هذه النوى تتحول لاحقًا إلى مدارس دينية، ثم بؤر استيطانية، وصولًا إلى مستوطنات دائمة.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تدرك هذه الآلية جيدًا، معتبرًا أن تصريحات كاتس “لن تقنع واشنطن، ولن تخدم نتنياهو سياسيًا”.
وفي السياق ذاته، أفادت قناة “كان” العبرية بأن كاتس نفى، صباح اليوم، وجود أي نية حكومية لإقامة مستوطنات في قطاع غزة، رغم تصريحاته السابقة التي أكد فيها عكس ذلك.
وكان كاتس قد صرح، الثلاثاء الماضي، خلال اجتماع حضره مستوطنون ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أن إسرائيل تعتزم إعادة الاستيطان في شمال قطاع غزة عبر “نواة ناحال”، وإقامة مستوطنات جديدة بدل تلك التي أُخليت عام 2005، مؤكدا أن إسرائيل “لن تنسحب من القطاع بالكامل أبداً”.
وتتناقض هذه التصريحات مع الموقف الرسمي لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي شدد مرارًا على عدم وجود خطط لإعادة بناء مستوطنات في غزة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل الائتلاف اليميني الحاكم لإعادة الاستيطان في القطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، ما أثار انتقادات دولية واسعة.
المرحلة الثانية من اتفاق غزة
يأتي الجدل الإسرائيلي الداخلي بالتزامن مع جهود دولية مكثفة لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مطلع العام المقبل، تقودها الولايات المتحدة بالتعاون مع مصر وقطر وتركيا.
وبحسب تقارير إعلامية، أفضت محادثات عقدت مؤخرًا في مدينة ميامي بين مسؤولين أمريكيين وقطريين ومصريين وأتراك إلى “تفاهمات واعدة” بشأن مستقبل الاتفاق، رغم استمرار التحديات السياسية والأمنية المحيطة بالملف.



