يُعد عيد الميلاد المجيد، أو الكريسماس، من أبرز المناسبات التي تحمل طابعًا دينيًا واجتماعيًا خاصًا، إذ يرتبط باحتفالات تمتد من الكنائس إلى المنازل والشوارع، وتتصدر شجرة الكريسماس وزينتها المشهد باعتبارها الرمز الأبرز لهذه المناسبة.
وعلى مدار عقود، تحولت احتفالات الكريسماس إلى موسم اقتصادي نشط في العديد من الدول، حيث تنتعش تجارة الزينة، والألعاب، والهدايا، وتستعد الفنادق والمطاعم والمقاهي لاستقبال الزوار بأجواء احتفالية مميزة.

شجرة الكريسماس.. رمز الاحتفال ومحور الإنفاق
تُعد شجرة الكريسماس العنصر الأساسي في احتفالات عيد الميلاد، سواء داخل المنازل أو في الأماكن العامة والفنادق والمراكز التجارية. وتتنوع أحجام الأشجار بين الصغيرة التي تناسب المنازل محدودة المساحة، والكبيرة التي تُستخدم في الفنادق والكافيهات والمولات.
وبحسب تصريحات بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية، تتراوح أسعار شجر عيد الميلاد الصغير بين 100 جنيه و450 جنيهًا، بينما تبدأ أسعار الأشجار الأكبر حجمًا من ألف جنيه وتصل إلى 10 آلاف جنيه، وفقًا للطول والكثافة وجودة الخامات.
وأوضح صفا أن الأشجار المستخدمة في الفنادق والكافيهات تبدأ أسعارها من 10 آلاف جنيه، وقد تصل إلى 40 ألف جنيه، خاصة تلك التي تتميز بالارتفاع الكبير والتصميمات الفاخرة، والتي تُعد جزءًا من هوية المكان خلال موسم الأعياد.
زينة الكريسماس.. تفاصيل صغيرة بتكلفة متباينة
لا تكتمل شجرة الكريسماس دون الزينة التي تمنحها الطابع الاحتفالي المميز، وتشمل الكرات الملونة، والنجوم، والأجراس، وتماثيل بابا نويل.
وأشار نائب رئيس الشعبة إلى أن أسعار زينة الكريسماس تشهد استقرارًا خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، حيث يتراوح سعر تماثيل بابا نويل بين 8 جنيهات و20 جنيهًا حسب الحجم، فيما تبدأ أسعار الأجراس من 5 جنيهات وتصل إلى 15 جنيهًا. أما النجوم والكرات فتختلف أسعارها وفقًا للحجم والخامة، وتبدأ من نحو 6 جنيهات للقطعة.
تراجع الإقبال على الشراء للعام السادس على التوالي
رغم الطابع الاحتفالي للكريسماس، فإن سوق زينة وألعاب عيد الميلاد يشهد تراجعًا ملحوظًا في الإقبال. ووصف بركات صفا حجم الطلب خلال العام الحالي بالضعيف والمتراجع، استمرارًا لحالة الانخفاض التي بدأت منذ سنوات.
وأوضح أن الإقبال على شراء منتجات الكريسماس يتراجع تدريجيًا منذ نحو 6 سنوات، بمعدل انخفاض سنوي يصل إلى 10% مقارنة بكل عام سابق.
ويرجع هذا التراجع، بحسب صفا، إلى عدة عوامل في مقدمتها ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين، وارتفاع الأسعار مقارنة بمستويات الدخول، إلى جانب زيادة الالتزامات الأساسية للأسر، التي أصبحت تمثل أولوية على حساب الإنفاق على الزينة وشجر عيد الميلاد.
كما أشار إلى أن عددًا كبيرًا من الأسر بات يحتفظ بشجرة الكريسماس والزينة من عام لآخر، دون الحاجة إلى شراء جديدة كل موسم.
استقرار الأسعار وتراجع أعداد المستوردين
أسعار زينة وألعاب الكريسماس مستقرة هذا العام مقارنة بالعام الماضي، مدعومة باستقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، فضلًا عن توافر مخزون من السلع المتبقية من الموسم السابق، وهو ما ساهم في الحد من أي زيادات سعرية جديدة.
في المقابل، عدد مستوردي زينة وألعاب الكريسماس تراجع مقارنة بالعام الماضي، نتيجة ضعف الإقبال على الشراء، ما دفع عددًا من التجار إلى تغيير نشاطهم أو تقليص حجم الاستيراد لتجنب الخسائر.
احتفالات مستمرة رغم التحديات
ورغم التراجع في حجم المبيعات، لا تزال احتفالات الكريسماس تحافظ على حضورها الاجتماعي والرمزي، سواء داخل الكنائس أو في المنازل والأماكن العامة. وتواصل الفنادق والمقاهي تزيين مساحاتها بالأشجار العملاقة والزينة المضيئة، باعتبارها جزءًا من الأجواء الموسمية التي تجذب الزوار وتعكس روح الاحتفال، حتى في ظل التحديات الاقتصادية.
ويظل الكريسماس مناسبة تجمع بين البعد الديني والإنساني والاجتماعي، حيث تتجاوز رمزيته حدود الشراء والإنفاق، ليبقى عيدًا يحمل معاني الفرح والمشاركة، وإن اختلفت مظاهر الاحتفال من عام إلى آخر تبعًا للظروف الاقتصادية.