قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: سيرة الفاروق عمر نموذجٌ خالد في العدل والحكم وتحمل المسؤولية

ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر

عقد الجامع الأزهر، أمس الأربعاء، ملتقى السيرة النبوية في حلقته الثانية والأربعين، لمناقشة موضوع: «من سير الصحابة؛ عمر بن الخطاب: دروس وعبر»، وذلك بمشاركة فضيلة أ.د السيد بلاط، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، وفضيلة أ.د أسامة مهدي، أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية أصول الدين بالقاهرة، فيما أدار اللقاء الإذاعي رضا عبد السلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر،

قال فضيلة الدكتور السيد بلاط إن استشهاد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء تحقيقًا لدعاءٍ صادقٍ لازمه طوال حياته، حين سأل الله الشهادة في سبيله والموت في مدينة رسول الله ، فاستجاب الله له وخُتمت حياته بخاتمة تليق بمكانته وعدله وجهاده.

 موضحًا أن كتب التاريخ والسير سجّلت تفاصيل هذا الحدث الجلل بما يكشف عن حجم التربص الذي كان يحيط بدولة الإسلام، وأن اغتيال الفاروق لم يكن فعلًا عابرًا، بل نتاج حقدٍ على نموذج الحكم العادل الذي لم يفرّق بين قوي وضعيف، ولا بين قريب وبعيد.

وأضاف فضيلته أن وقائع الاستشهاد تُبرز ثبات عمر رضي الله عنه حتى اللحظة الأخيرة، إذ ظل قائمًا بأمر الله، مؤديًا للصلاة، رابط الجأش، محتسبًا أمره لله، في مشهدٍ يجسّد اكتمال الصورة بين القول والعمل. وأشار إلى أن هذه النهاية المشرّفة تؤكد أن القيادة الراشدة لا تُقاس بطول البقاء في السلطة، بل بصدق الالتزام بالعدل، وصيانة الحقوق، وتحمل الأمانة إلى آخر نفس.

وأوضح أن سيرة الفاروق تقدّم للأمة درسًا بالغ الأهمية في معنى القيادة المسؤولة، حيث اجتمع له الزهد في الدنيا مع الحزم في الحق، والرحمة بالرعية مع الصرامة في إقامة العدل، مؤكدًا أن استحضار هذه السيرة اليوم ضرورة فكرية وتربوية لمواجهة التحديات المعاصرة وبناء وعيٍ رشيدٍ يستلهم نماذج الإسلام الكبرى.

وقال فضيلة الدكتور أسامة مهدي إن النظر إلى شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المنظور الحديثي يُبرز مكانته الفريدة التي أكّدتها النصوص الصحيحة الثابتة عن النبي ، والتي وضعت الفاروق في مقدمة النماذج التي يُقتدى بها في العلم والحكم والسلوك. وأضاف أن السنة النبوية قدّمت عمر نموذجًا متكاملًا للقائد العالم العادل، وأن اجتماع هذه الصفات لم يكن أمرًا عارضًا، بل ثمرة إيمانٍ عميق وبصيرةٍ نافذة انعكست على قراراته وسياساته ومواقفه في شؤون الدولة والمجتمع.

وأشار إلى أن الأحاديث النبوية التي دعت إلى الاقتداء بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما تُرسّخ معيارًا واضحًا لفهم السيرة الراشدة، معتبرًا أن سيرة الفاروق تمثل تطبيقًا عمليًا لمنهج النبوة في الحكم والإدارة والقضاء، وأنها تكشف عن توازنٍ دقيق بين الحزم والرحمة، وبين قوة القرار وصيانة المقاصد.

وأوضح أن الرؤى النبوية الواردة في فضل عمر رضي الله عنه، ومنها رؤيا اللبن التي أولها النبي  بالعلم، تمثل شهادة جلية على سعة علمه وعلو منزلته، مؤكدًا أن قوة الفاروق لم تكن شدةً مجرّدة، وإنما علمًا راسخًا وعدلًا ثابتًا جعلا سيرته خالدة في وجدان الأمة وذاكرتها الحضارية.

وفي ختام الملتقى، أكد الإذاعي رضا عبد السلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، أن الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو حديث عن عَلَمٍ من أعلام الإسلام الذين نصر الله بهم دينه، مشيرًا إلى أن سيرته تمثل مدرسة متكاملة في العدل وتحمل المسؤولية والالتزام بالحق. 

وأضاف أن عدل الفاروق أصبح معيارًا يُحتكم إليه عبر العصور، وأن استلهام هذه السيرة اليوم يُسهم في بناء وعيٍ مجتمعي يحفظ القيم، ويُعلي من شأن الحق، ويصون الأمانة في زمن تتعاظم فيه التحديات.

وأكّد فضيلة الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن ملتقيات الجامع الأزهر تأتي في إطار الدور العلمي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف في إحياء السيرة النبوية وسير الصحابة الكرام، كما أوضح فضيلة الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن هذه اللقاءات العلمية تسهم في ربط الأجيال المعاصرة بنماذج الإسلام العظمى، وتؤكد أن دراسة سِيَر الصحابة ليست سردًا تاريخيًا، وإنما مدخلٌ لبناء الإنسان الواعي بقيمه، المستلهم لروح العدل والرحمة والانضباط التي قامت عليها الحضارة الإسلامية.