قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بين حية وحياة


لا أحد يشكك مطلقا فى أن
الأمومة غريزة استودعها الله فى كل أمهات الدنيا جميعاً من جميع الكائنات الحية ، فالأمومة فطرة جميلة وسعادة بالغة ونعمة من نعم الله تبارك وتعالى يهبها لمن يشاء ، وكثير من النعم لايدرك فضلها كثير من الناس ، فبعض البشر تعتريهم الصفات الأولية لسلبيات الإنسان ، ومنها الجهل بقيمة النعم ،فمن الناس من لا يشعر بها إلا عند زوالها ، فبعضهم ظلوماً جهولاً .
وكثير من الناس يشكر الله كل حين على ما أتاه الله من النعم القليلة والكثيرة ، ويصونها ويرعاها .
فالتربية جهد متواصل ، ورسالة سامية ، تشمل أحلاما وأهدافا تحتاج إلى تخطيط سليم وعزيمة صادقة لتتحقق تلك الأهداف ، وذلك الجهد والعناء هو قيمتها .
ولعل المكانة الإلهية للأمومة بأن الجنة تحت أقدام الأمهات ، ليست لما تعانيه الأم من حمل ورضاعة وآلام المخاض فقط ، بل أيضا لما تبذله الأم من مجهود إنسانى فى التحمل والصبر والعزيمة التى لا تنطفىء ، والنور الذى يضىء حياة الرجل والطفل معا ، فى العطاء اللا نهائى والتفانى و التضحيات اللا محدودة ، فهذه الروح الداخلية طاقة إلهية نورانية تستشعر فيها قدرة الله وعظمته ، أنوثة مفعمة بالجمال والحب و الأمومة لكنها تحتاج من تفهمها وتؤمن بها فتستدعيها من داخل أعماقها ، فحينها تكون أما وزوجة حبيبة وأخت صديقة وأبنة تملىء الدنيا بهجة وسرورأينما حلت .
وتستمر الرسالة الإنسانية الجميلة تتناقل عبر الأجيال ، فتعمرالأرض بأجيال رائعة يفخر بها الزمان ذاته ، أجيال تحمل لواء العمل والعلم والأخلاق ، شموس تضىء ظلمات العالم بالحب والتسامح ، والإبداع ، وكل ما تقوم عليه الحياة الجميلة المتحضرة .
لكن الحياة لا تخلو من الضعاف الذين يصبغون الحياة بصبغة المرض والكسل أو الإعوجاج عن الفطرة ، والرعونة والتمنى واللامبالاة ، فهم يريدون ان تمطرلهم السماء ذهبا وفضة وهم نائمون ، وذريتهم ملعونة إذا صارت على نفس الشاكلة ، لأنهم يقذفون الحياة بحمم وبراكين موقوتة تظهرمن وقت لآخر كالإعصار فتظلم الحياة حتى تشرق الشمس من جديد ، لكن لابد ممن يزيل آثارهم ، فهذه بعض من سمات الحياة، ألا وهي الضعف، لكن ليس الضعف كالقوة..أبدا لا يستويان ، وخلق الإنسان ضعيفا ، ولكن وهبه الله عناصر كثيرة لتكسبه القوة ، أهمها العقل والعزيمة لو تخلى عنها صار واهناً ، وتعود المسألة لمكونات الشخصية وعوامل التربية الأصيلة الصحيحة ، فهى مثل دورة الحياة ، فالأنثى هى عصب الحياة ، لكن لو لم تكن صارت حية ، فهى حية وحياة .
[email protected]
[email protected]
.