برلمان "ما بيعرفش" هموم الوطن

من أول يوم من عمر برلمان الدكتور على عبدالعال، وأنا حاسس إن السيرك القومي انتقل بقدرة قادر، وبفعل فاعل من منطقة العجوزة بالجيزة إلى شارع القصر العيني بوسط القاهرة.

مجلس عدد كبير من أعضائه يصلحون نجوم كوميديا أو على الأقل نجوم سيرك، من اليوم الأول للبرلمان تأكدنا أن عصر محمد هنيدي ومحمد سعد وأحمد آدم وهاني رمزي وأحمد حلمى قد انتهى تمامًا، بعد أن اكتشف الشعب المصري أن معظم أعضاء البرلمان من ظرفاء هذا العصر وخفة دم بعضهم لا ينافسها إلا خفة العقل.

القضايا المثارة بعيدة كل البعد عن المشاكل الحياتية الملحة لشعب بيعاني منذ 5سنوات، وبدلا من مناقشة قضايا الفساد والإهمال وارتفاع الأسعار وصراخ الشعب ركز البعض على إثارة البلبلة بتوافه الأمور والتصريحات المثيرة للجدل مثل النائب الذى خرج علينا
هذا الأسبوع وفضل يشرد في رجالة مصر واتهمهم بالضعف الجنسي، وأنهم (مابيعرفوش) واقحم نائب الضعف الجنسي زوجته في الموضوع طالبا الاستشهاد بها، أصبح النائب حديث الصباح والمساء في مصر، ومثار تهكم هو عنتيل واللي مقضيها كلام.

وقبل ما تهدأ عاصفة نائب مابيعرفش.. اتصلت زوجة شابة من روض الفرج بأحد البرامج الفضائية تشكو من ضعف زوجها جنسيًا ومعاناتها معه على مدى سنوات، ويبدو أن حظ الزوجة سيئ في كل شيء، فقد استمعت أم زوجها للمكالمة وأبلغت ابنها الذى عرف يثار لكرامته المهدرة، فانهال عليها ضريا ورفسا وركب دماغه، وكاد يقتلها ونقلت إلى المستشفى بين الحياة والموت، وانتهى الأمر باللجوء لمحكمة زنانيري للأحوال الشخصية للطلاق من زوج مابيعرفش غير أنه يضرب .

تخيلوا أن شعب مصر الذى يئن ليلا نهارا من طوفان الأزمات وصعوبة الحياة يفاجئ ببرلمان وأعلام يثيرا قضايا ليست هي التي تحيى وتميت، الناس تحتاج إعلام وبرلمان يشعر بها بمعاناتها الحقيقية، ويتعايش مع نبض الجماهير.

محتاجين برلمان بيعرف يناقش قضايا وهموم الوطن والمواطن وأعلام لا يعانى من ضعف الرؤية وعجز عن تغطية هموم 90مليون مصري.

وحسبنا الله ونعم الوكيل