الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كلب ترامب وأحلام أردوغان


من المؤكد أن مرحلة تولي الرئيس دونالد ترامب لسدة الحكم فى الولايات المتحدة تعد من أكثر المراحل الرئاسية دهشة فى كل شىء .فترامب مصر إصرار غريب على أن يكون صاحب تريند على وسائل التواصل الاجتماعى وخاصة تويتر ناهيك عن تعامله السياسى منذ اصبح رئيسا لدولة القطب الاوحد فى العالم. كل يوم او كل فترة وجيزة يغرد ترامب وكأنه فى عالم اخر ويسرد اراء بعيدة كل البعد عن وضعيته كرئيس لدولة عظمى وايضا لفرض راى له يظهر عدم حنكته السياسية ، وخاصة عندما يغرد عن رئيس كوريا الشمالية وتنهى التويتة او التغريدة ولاتفهم مغزاها ولا حتى محتواها،يظل الحال هكذا بين واشنطن وبيونج يانج الا ان يتم الصلح بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية منذ عدة اشهر، لينتقل ترامب وليغرد عن اشخاص واشياء اخرى عل اهمهم الرئيس التركى رجب طيب اردوجان وكتب ذات مرة يحذره من عدم الالتزام بأى اتفاق مبرم بين الجانبين واستطرد فى تويته وقال انه سيدمر اقتصاد تركيا اذا لم يلتزم اردوجان بما تم الاتفاق عليه مسبقا. بعدها بأيام غرد وقال ان واشنطن لم تعط الاكراد وعدا بالحماية ولم تلتزم بالدفاع عنهم لاربعمائة عام قادمين ، ولاندرى سر هذه السنين الطويلة التى افترض ترامب ان الاكراد سيحتاجونها لاثبات وضعيتهم كأقلية منتشرة فى العراق وتركيا وسوريا وايران . بعد ذلك بفترة غرد الرئيس الامريكى مشيدا بالكلب الذى اسهم فى مطاردة زعيم داعش ابوبكر البغدادى وقتله ، وليس هذا فقط بل انه توجه وألبسه وشاح العظماء . لم تنته اشادات ترامب عند هذا الحد بل انه خرج علينا بتويتة غريبة جدا يلوم فيها الاعلام وطريقة تعامله معه ويقول فى تغريدته ان الاعلام يعامل كلب البيت الابيض خيرا من معاملته هو شخصيا .. تغريدات ترامب الكثيرة غير المفهومة كلية تجعلك تعقد بينها مقارنة مع احلام الرئيس التركى التى تجعلك على قناعة بأن الغرور يصل للجنون .. فمن الواضح ان حلم الامبراطورية والفاتح العثمانلى قد سيطر على افاق أردوجان وعقليته فهو لم يعد يعنيه شيء أكثر من أن يعيد امجاد محمد الفاتح وسلطات كمال اتاتورك مع ان امكاناته لاتسمح له بذلك كما ان الوضع العالمى الحالى يرفض الهيمنة التركية لدرجة رفضه انضمام انقرة للاتحاد الاوربى رغم كل التنازلات التى قدمها وسيقدمها أردوغان ، احلام الرئيس التركى جعلت الغرب والولايات المتحدة ينسجان منها طوقا يلفه اردوجان بنفسه حول رقبته وينهيها نهيا . اعطوا له الطعم ليدخل سوريا ويتحدث عن منطقة آمنة تجعله ماسكا بقبضة الاكراد الذين يهددون امنه وامبراطوريته المزعومة ، وبعد ان ظن انه سيحقق مايرمى اليه تحدث المجتمع الدولى وخاصة المانيا عن ضرورة وجود قوات دولية فى هذه المنطقة تضمن عدم اندلاع اى اشتباكات مستقبلية بين كافة الجوانب المتصارعة على النفط السورى بالطبع . وبهذا المقترح يُخرج الغرب وطبعا يترأسه ترامب لسانه لأردوغان ويؤكدون له أنك موهوم . بعد ذلك بأيام صوت الكونجرس الامريكى باغلبية ساحقة على الاعتراف بملف ابادة الارمن على يد الاتراك ليلوح ترامب وكونجرسه لأردوغان بورقة الجوكر فى تعامل واشنطن مع انقرة فبهذه الورقة الرابحة ضمنت الولايات المتحدة انها تملك كل ماعلى منضدة أردوجان وبأنها وحدها تملك السيناريو القادم إما أن يطيع أردوغان وإما تتخذ اجراءاتها لفتح باب العقوبات والتعويضات للأرمن من أنقرة .. تغريدات امريكية وخزعبلات تركية ونحن نشاهد وكأننا فى الملعب ولا نملك سوى الأمل والتمني ..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط