الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا يفزع الإصلاح في السعودية الإرهابيين حول العالم؟.. مسئول بالمخابرات المركزية الأمريكية يكشف السر.. دور حاسم للمملكة والإمارات في الاستقرار الإقليمي

صدى البلد

نورمان تي رول - أشهر المحللين السياسيين في شئون الشرق الأوسط:
  • مصلحتنا أن تنجح السعودية لأن بإمكانها توقيف الإرهاب والتطرف
  • الملك سلمان وولي عهده هما صانعا القرار في المملكة وأعضاء حكومتهم قادرون بشكل غير عادي
  • دور حاسم للإمارات والسعودية بالتعاون مع الكويت والبحرين لدحر الإرهاب من المنطقة بدعم أمريكي

«سيتلاشى ​​الإرهاب والتطرف والراديكالية، إذا ما نجحت المملكة العربية السعودية في التقدم على طريق الإصلاح، وإذا لم يحدث ذلك، فإن الغرب سيعاني»، جملة قالها «نورمان تي. رول»، المسئول المخضرم في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، وأحد أكثر المحللين في شئون الشرق الأوسط شهرة.

قال نورمان الذي خدم طيلة 34 عاما في جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية وفق تصريحات سابقة له، نقلتها صحيفة «آراب نيوز»، إن «من مصلحتنا أن تنجح السعودية لأن بإمكانها توقيف الإرهاب والتطرف»، موضحا أن «هناك الملايين في المنطقة، في دول ليبيا ولبنان وسوريا والعراق واليمن، ممن يحتاجون إلى المساعدة وحياة أفضل، هذا شيء يجب أن تقوده المنطقة بدعم غربي، إذ إنها ليست مهمة أمريكا أن تأتي وتعيد بناء هذه البلدان، إنها مهمة المنطقة، بدعم أمريكي ودولي، والقيادة في السعودية والإمارات، تعمل مع الأصدقاء في الكويت، على سبيل المثال، أو البحرين. هذا هو الطريق إلى الأمام».

«إن عواقب عدم القيام بذلك ستكون فظيعة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في هذه البلدان، والذين يحتاجون بشدة إلى مستقبل أفضل»، وفقا لما ادعاه نورمان تي رول، وهو حاليا يشغل الرئيس التنفيذي لشركة «فاروس» للاستشارات الاستراتيجية، التي تركز على دول الخليج العربي وإيران، إن أهمية التغييرات التي تشهدها المملكة - والتي رآها خلال زياراته العديدة إلى المنطقة - لا يمكن المبالغة فيها.
___________
___________

وأضاف لـ «أراب نيوز» على هامش مؤتمر «سالت» العالمي لقيادة الفكر، والذي عقد الأسبوع الجاري في العاصمة الإماراتية أبو ظبي: «أرى نفس القلوب القوية والتطلعات الجيدة التي رأيتها منذ 35 عامًا - البيئة الأسرية داخل المملكة والرغبة في الحصول على مستقبل أفضل».

وتابع: «الأمر المختلف الآن فلديك الآن مثل هذا العدد الكبير من الشباب، والسكان يتوقون إلى تحويل البلاد لجعلها أكثر فاعلية في عالم جديد جدًا» مضيفا «إنه نفس العالم الجديد الذي سيواجهه الأمريكيون في العقود المقبلة».

واستطرد: «لا يختلف الأمر بالنسبة لشخص يبلغ من العمر 30 عامًا في أوهايو عن طفل عمره 30 عامًا في الرياض أو أبها».

وفي معرض حديثه عن الفرص التي يفكر بها الشباب السعودي، خاصة النساء، في وطنهم، قال: «لا أجد ذلك مؤثرًا فحسب، ولكنه يؤكد وجهة نظري: ما نحتاج إليه أكثر من الشرق الأوسط ليس النفط، وليس سوقا للأسلحة، نحتاج إلى أفكار الناس وصداقة ومساعدة في تطوير تكنولوجيات جديدة، ولا يوجد سبب يمنعنا من بناء عالم أفضل معًا».

واستكمل حديثه قائلا: «عندما تتحدث إلى الناس في الشوارع في المملكة العربية السعودية أو في أي مكان آخر في المنطقة، ترى ذلك ممكنًا، فرجال الأعمال والأكاديميون لدينا ومواطنون بكثافة متزايدة يأتون إلى المملكة ويشهدون جميعًا هذا».

وأرجع نورمان هذه التطورات إلى القرارات التي اتخذتها القيادة السعودية الحالية، وعلى الرغم من أن الملك وولي العهد هما صانعا القرار في المملكة، إلا أن «رول» وصف مجلس الوزراء السعودي وأعضاءه بأنهم «قادرون بشكل غير عادي».

وواصل نورمان حديثه قائلا: «من المحتمل أن تكون هذه واحدة من أرقى الخبرات وأكثرها خبرة وأفضل تعليمًا يمكن لأي دولة أن تطمح إليها، إذ يتمتع الشعب السعودي أيضًا بجيل (لديه) إمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة العالم، و كل هذه الأمور تجعل كل شيء ممكنا، فالعديدون يبذلون هذا العمل».
___________وخلال زيارته الأخيرة إلى المملكة لحضور بطولة «فورمولا إي»، حضر موسم الرياض الذي نال استحسانا كبيرا، حيث صادف مالك مقهى Toqa، وهو رجل أعمال سعودي، تربطه علاقات مع الغرب، وقد أجرى نورمان مناقشات مع رجال أعمال أمريكيين وأوروبيين، لديهم منتج ممتع، رائع، يظهر الثقافة السعودية».

وعن الدعاية السوداء المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية عن السعودية، أشار «نورمان» إلى أن تلك الدعاية ترسبت نتيجة أن مشهد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ومقتل الصحفي جمال خاشقجي، يسيطران على الأخبار التي تخص المملكة.

ومع ذلك، أضاف أن كل أمريكي ممن زاروا المملكة مؤخرًا باتوا يعرفون الكثير من الأجزاء «المجهولة» لهذا الجمهور بشكل كبير، فالمملكة تتمتع بتراث ثقافي كبير وبلد سياحي وأثري ودليل ذلك محافظة العلا، وهي واحدة من الجواهر الأثرية في المملكة العربية السعودية التي تضم مدائن صالح، أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة المتحدة، «مكان رائع».

وتابع نورمان: «لقد سررت برؤيته، ويجب أن يأتي العالم إلى العلا»، مشيرا إلى أن المحافظة هي شهادة على العمل الاستثنائي الذي قامت به وزارة الثقافة السعودية.

واستطرد: «الزائرون يشهدون بجمال هذا المكان وأتمنى أن أعود إليه أكثر من مرة إمكانات السياحة، وإمكانية أن تصبح مصدرا للترفيه الإقليمي بصورة هائلة».
___________وبالنظر إلى الصورة الأكبر في الشرق الأوسط، قال «رول» إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لهما دور حاسم تلعبانه بسبب حجم اقتصاداتها، واهتماماتهما وخبراتهما في العمل على تحسين الاستقرار الإقليمي.

وأضاف: «بسبب الدور الخاص للمملكة العربية السعودية في الإسلام، وبسبب موقعها الجغرافي، فإن عليها مسؤولية تاريخية في قيادة المنطقة في اتجاه جديد».

وأكد: "أعتقد أن النجاح في المملكة العربية السعودية، من خلال الترويج للإسلام المعتدل، لا يمكن فقط أن يؤدي إلى صد التطرف ولكن أيضًا تحسين الحوار بين الحضارات المختلفة في العالم».

وتابع: «لقد التقيت، في عدد من المناسبات، بالشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى من رابطة العالم الإسلامي، إنه رجل غير عادي، ورؤيته للإسلام والحوار بين الأديان أمر لا يمكن أن يحول المنطقة فحسب، بل يؤثر أيضًا على المجتمع العالمي».

واستدرك نورمان بسؤال مفاده: "لكن، هل سيغير الغرب موقفه تجاه المملكة في المستقبل القريب؟".

وسرعان ما أبدى «رول» تفاؤله بشأن رجال الأعمال والسياح الذين يفدون إلى المملكة، قائلا: "إن وسائل التواصل الاجتماعي ستدفع ببعض هذا التغيير، بينما تتحرك الحكومات ببطء، وفق توقعه".
___________وفيما يتعلق بموضوع أزمة اليمن، استشهد «رول» ببرنامج إزالة الألغام ليشير إلى مليارات الدولارات التي أنفقها السعوديون والإماراتيون والكويتيون في هذا البلد، واصفا إياه بأنه «أمر نادر الحدوث في الغرب».

وقال «إن البرنامج يخبرنا الكثير عن الشعب السعودي والإماراتيين بأنهم يشاركون في هذا البرنامج وكذلك اليمنيون».

وأضاف: «لكن يجب أن يكون المجتمع الدولي وراء برنامج إزالة الألغام؛ لإعادة بناء اليمن بمجرد انتهاء النزاع؛ لذلك، أشجع على إقامة شراكة دولية أكبر مع المملكة والإمارات العربية المتحدة لحل مشاكل المنطقة، لأنه من المصلحة العالمية القيام بذلك».

وتابع: «حقبة جديدة للشرق الأوسط قد تكون قيد التنفيذ بسبب هذه التغييرات والتحولات»، واستطرد: «السرعة التي ستحقق بها كل أهدافها هي شيء لا يمكنني التنبؤ به، ولست متأكدا من أن أي شخص آخر يستطيع ذلك».

واختتم قائلا: «لكنني أعرف أن القصد من القيادتين السعودية والإماراتية شرف، وهو أمر يفيد المجتمع الدولي، وسيجعل العالم أكثر أمانًا وأكثر ازدهارًا وإثارة للاهتمام».