بعد إدراجها في اليونسكو..النخلة تعكس مفردات الهوية والثقافة العربية

ترتبط النَخْلَة بالتقاليد الشفاهية وأشكال التعبير الشفهي مثل الأدب الشعبي كالشعر الشعبي والأمثال والحكم والألغاز والمدائح والأغاني، وتُستخدم لنقل المعرفة والقيم الثقافية والاجتماعية والذاكرة الجماعية، وتؤدي دورًا شديد الأهمية في الحفاظ على الثقافة نابضة بالحياة، وترتبط النَخْلَة بفنون الأداء حيث يستخدم ساقها لصنع الطبل الآلة الإيقاعية التي تصاحب الغناء.

ونظرًا لأهمية النخلة نجحت المجموعة العربية المشاركة في الدورة الرابعة عشر للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي باليونسكو والتي عقدت بمدينة بوجوتا بكولومبيا في تسجيل ملف "النخلة"، بالقائمة التمثيلية للتراث الإنساني.

وتعكس النخلة مفردات الهوية العربية وخصوصية الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج، ويعد أحد رموز عروبة الأرض والإنسان.

ويبرز تسجيل النخلة وما يرتبط بها من عادات وتقاليد وحرف تراثية بقوائم منظمة اليونسكو استمرار مساعي صون الموروثات الحضارية التي تميز المجتمع العربى.

ويسهم إدراجها في اليونسكو في إبراز والوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي ويشجع على الحوار، وهو ما يؤدي بدوره إلى انعكاس التنوع الثقافي في جميع أنحاء العالم والشهادة على الإبداع البشري، ويؤكد على الهوية الثقافية والاجتماعية في الدول العربية، كما يلقي الضوء على الدور الذي يمكن أن يلعبه هذا التراث في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتوظف جميع أجزاء النخلة كمواد خام لإنتاج كثير من الأدوات التي تستخدم للأغراض المختلفة في الحياة اليومية، حيث ينتج من سعفها المفارش "البروش" والأواني والأدوات المنزلية المختلفة مثل؛ القُفَّة، الطَبَقْ، والعُمْرَة، والمُعْلَاق، ويستعمل ساقها وجريدها في العمارة التقليدية لبناء سقوفات المنازل، ويستخدم أيضًا لبناء الجسور على الجداول، ويستفاد من الساق كوقود في أفران الخبز، ويستخدم ليف النخيل لعمل الحبال التي تنسج بها الأسِرَّة والمقاعد مثل "العَنَاقْرِيْب" و"البَنَابِر"، وفي أغراض كثيرة متعلقة بالزراعة وغيرها من المنتجات، بالإضافة إلى استخدام النخلة كرمز في التشكيل الشعبي لزخرفة المنازل، واستخدام أجزائها كذلك لزينة المنازل، وارتباطها ببعض الألعاب الشعبية، وارتباطها بعادات وتقاليد دورة الحياة، وتنتج من ثمارها العديد من الأطعمة والمشروبات التقليدية.