الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد يتوقف.. حماقة ميليشيات إيران تنتهي بإرسال المارينز إلى العراق.. بعثات دبلوماسية تدرس نقل أنشطتها إلى كردستان.. وبومبيو يؤجل جولة خارجية بسبب الأحداث العنيفة

اقتحام السفارة الأمريكية
اقتحام السفارة الأمريكية

  • إبلاغ آلاف العسكريين الأمريكيين بالاستعداد لنشرهم في المنطقة
  • قوات أمريكية تصل من الكويت لتعزيز أمن السفارة في بغداد
  • السفارة الأمريكية تعلق جميع أنشطتها القنصلية حتى إشعار آخر
  • فرنسا تدين الهجوم على السفارة الأمريكية بالعراق

قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن البنتاجون سينشر مزيدًا من القوات في المنطقة، لمواجهة الأحداث المتوترة في العراق، بعد مهاجمة عناصر ميليشيات عراقية موالية لإيران السفارة الأمريكية في بغداد، أول من أمس الثلاثاء.

وأوضح إسبر أنه بناء على توجيهات القائد العام، سيتم نشر كتيبة مشاة من الفرقة 82، المحمولة جوًا في منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية بالكويت، ردًا على الأحداث الأخيرة في العراق. وأضاف: «سيتم نشر 750 جنديًا في المنطقة فورًا، كما سيتم نشر قوات إضافية خلال الأيام المقبلة».

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أشار البيان إلى أن الخطوة تأتي استجابة لمستويات التهديد، المتزايدة ضد أفراد ومنشآت الولايات المتحدة، «كما شهدنا في بغداد»، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستحمي مواطنيها ومصالحها أينما وجدت في جميع أنحاء العالم.

ووفقًا لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، فإنه تم إبلاغ 500 من القوات الأمريكية في الكويت بالاستعداد. وتم إبلاغ 4 آلاف جندي أمريكي من قوات الإنذار، بحزم حقائبهم لنشر محتمل في الأيام المقبلة، بعد أن حاول مئات من رجال الميليشيات المدعومين من إيران اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد.

وكان نحو 100 جندي من المارينز الأمريكي قد وصلوا إلى مقر السفارة الأمريكية ببغداد منتصف ليل الثلاثاء قادمين من الكويت لتعزيز قوات الأمن في السفارة، إضافة إلى طائرات الهليكوبتر الأباتشي التي حلقت فوق مباني السفارة. وأعلنت كتائب «الحشد الشعبي» أن المتظاهرين انسحبوا استجابة لمطالب قادة «الحشد الشعبي» التي شددت على الانسحاب احترامًا للحكومة العراقية.

وذكرت السفارة الأمريكية في بغداد أمس، أنها علقت جميع العمليات القنصلية العامة حتى إشعار آخر، وذلك بعد يوم من اقتحام فصائل مسلحة تدعمها إيران وأنصارها محيطها الخارجي وإشعال حرائق وإلقاء الحجارة وتحطيم كاميرات المراقبة. وقالت السفارة، في بيان: «بسبب هجمات الميليشيات عند مجمع السفارة الأمريكية، تم تعليق جميع العمليات القنصلية العامة حتى إشعار آخر. جميع المواعيد المستقبلية ألغيت. ننصح المواطنين الأمريكيين بعدم الاقتراب من السفارة».

من جهة ثانية، أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوزير مايك بومبيو، أجّل زيارته التي كانت مقررة إلى أوكرانيا، اليوم (الخميس)، والبقاء في العاصمة واشنطن لمتابعة الأوضاع في العراق. وتعد زيارة بومبيو إلى أوكرانيا هي الزيارة الأولى له في أعقاب قرار مجلس النواب عزل الرئيس ترمب على خلفية اتصاله برئيس أوكرانيا، وتترقبها أعين الدوائر الأمريكية بشكل كبير. وتزامن إعلان تأجيل الزيارة مع إعلان الحكومة العراقية انسحاب المتظاهرين المدعومين من إيران من مجال السفارة الأمريكية، بعد أن أطلقت قوات الأمن وفرق المارينز الأمريكي التي جاءت من الكويت، الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

من جهتها، أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي، أن فرنسا تدين «بشدة» هجوم آلاف المتظاهرين المؤيدين لإيران، على السفارة الأمريكية في بغداد، معربة عن «تضامنها التام» مع الولايات المتحدة. وصرحت الوزيرة من مضيق هرمز حيث قضت ليلة رأس السنة، إلى جانب طاقم فرقاطة «كوربيه» الفرنسية: «تدين فرنسا بشدة الهجمات ضد مواقع التحالف الدولي في العراق ومحاولات اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد»، وفق بيان نشر أمس. وأضافت الوزيرة أن «فرنسا تعرب عن تضامنها التام مع الولايات المتحدة».

وفرنسا حليف رئيسي للولايات المتحدة، ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، كما أن لها حضورًا عسكريًا في العراق؛ خصوصًا في مجال تدريب القوات العراقية.

وقالت الوزيرة لـ180 بحارًا على متن الفرقاطة العسكرية: «شرارة، أي خطوة خاطئة أو هفوة في تفسير الأمور غير مقبولة، تدركون كما أدرك مدى هشاشة الوضع في المنطقة».

وأضافت: «الوضع أيضًا أمام خطر التصعيد» مع الإعلان المرتقب لإيران عن التخلي عن مزيد من التزاماتها في إطار الاتفاق النووي.

وتشارك فرقاطة «كوربيه» بمهمة مراقبة بحرية أوروبية ستطلق قريبًا في مضيق هرمز، الذي يعبر منه ثلث النفط المنقول بحريًا في العالم. وتضم هذه المهمة 400 بحار، ومن المقرر أن تفعل تمامًا ابتداء من فبراير، بمشاركة هولندا والدنمارك.

إلى ذلك، نقل موقع «السومرية نيوز» أمس عن مصدر مسؤول القول إن بعض السفارات تفكر بنقل أنشطتها من بغداد إلى أربيل بإقليم كردستان.

وقال المصدر إن «بعض السفارات تفكر في نقل أنشطتها إلى أربيل بدلًا من بغداد، على اعتبار أن المنطقة الخضراء لم تعد آمنة، ويمكن إعادة اقتحامها، في أي وقت»، مبينًا أن «هناك مخاوف من إقدام الولايات المتحدة على خطوات تصعيدية أكبر». 

وأضاف أن «هناك معلومات عن أن واشنطن تبحث عدة خيارات للرد على استهداف سفارتها».

وكشف مصدر عسكري عراقي أن «عدة قواعد تستضيف قوات أمريكية دخلت حالة تأهب تحسبًا لاعتداءات بعد الأحداث التي شهدتها السفارة الأمريكية أمس»، موضحًا أن «قواعد التاجي والمطار والحبانية وعين الأسد والقصور الرئاسية في الموصل وموقع البرجسية في البصرة وقاعدة بلد في صلاح الدين والرستمية جنوب بغداد في حالة تأهب». 

ولفت المصدر إلى أن «القوات الموجودة في تلك القواعد بالغالب لا تمتلك وسائل هجومية، بل دفاعية، لكن مهمة التأمين بيد الجيش؛ خصوصًا في المحيط الخارجي للقواعد»، مضيفًا أنه «تم حصر دخول الأرتال والسيارات بالجيش العراقي فقط».