الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الجندى يرد على مهاجمي شيخ الأزهر .. فيديو

خالد الجندي - شيخ
خالد الجندي - شيخ الأزهر

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه خلال الفترة الأخيرة ظهر هجوم على الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.

وأكد "الجندي"، خلال تقديم برنامج "لعلهم يفقهون"، المُذاع عبر فضائية "dmc"، مساء الخميس، أنه لن نسمح بالنيل من الإمام، الولى التقى، مؤضحًا أن له كل التقدير والاحترام والإجلال والتوقير، وله منا كل الحب.

وتابع: "مثل وقدوة.. حتى وان اختلف التلميذ مع أستاذه ونناقش آراءه"، موضحًا أنه يجب أن نناقش القول ولا نتخطى حدودًا مع القائل.

مؤتمر تجديد الفكر الإسلامي
حسم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في وثيقة الأزهر الشريف، 29 مسألة جدلية من الأمور التي تشغل الأذهان في الأعوام الماضية، وأجمع عليها علماء 46 دولة إسلامية شاركوا في أعمال مؤتمر تجديد الفكر والعلوم الإسلامية، الذي عقد على مدار يومي الاثنين والثلاثاء 27 و28 يناير الجاري.

شخصان يرفضان التجديد

وقال الإمام الأكبر إن التيارات المتطرفة، وجماعات العنف الإرهابية يشتركون جميعًا في رفض التجديد، ودعوتهم تقوم على تدليس المفاهيم وتزييف المصطلحات الشرعية، مثل مفهومهم  عن نظام الحكم، والحاكمية، والهجرة، والجهاد، والقتال، والموقف من مخالفيهم.

وأضاف شيخ الأزهر: «فضلًا عن انتهاكهم ثوابت الدين بما يرتكبونه من جرائم الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض، وهو ما شوَّه صورةَ الإسلام وشريعته عند الغربيين ومَن على شاكلتهم من الشرقيين، وتسبَّب في ربط الكثيرين بين أفعالهم المنحرفة  وبين أحكام الشريعة، و رواج ما يسمى بـ«الإسلام فوبيا» في الغرب، ومن ثَمَّ فإن واجب المؤسسات والمجتمع دعم جهود الدول في التخلص من شرور هذه الجماعات».

تكفير مرتكب المعاصي

ونبه على أن من أُسس الخلل الفكري عند هذه الجماعات التسوية بين الأحكام العقدية وبين الأحكام العملية؛ كاعتبارِ فعل المعاصي كُفرًا، واعتبار بعض المباحات فريضة واجبة، وهو ما أوقع الناس في حرجٍ شديد وأساءَ إلى الإسلامِ وشريعتِه إساءةً بالغة.

المراد بالحاكمية

وأوضح الإمام الأكبر، أن المراد بالحاكمية عند الجماعات المتطرفة أنَّ الحكمَ لا يكون إلا لله، وأن من يحكم من البشر فقد نازع الله سبحانه وتعالى في أخصّ خصائص ألوهيته، ومن نازع الله فهو كافر حلال الدم، لأنه ينازع الله في أخصِّ صفاته، وهذا تحريفٌ صريحٌ لنصوصِ الشريعة الواردة في القرآن الكريم والسُّنَّة المطهرة؛ التي بيَّنت في وضوح إسناد الحكم إلى البشر، والاعتداد  بما يصدر عن أهل الحل والعقد من الأحكام الاجتهادية التي مردُّها إلى الله، ونتذكر هنا قول ابن حزم «إن مِن حُكمِ الله أن جعل الحكم لغير الله»، وذلك في مثل قوله تعالى: «فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا» وقوله تعالى في سورة المائدة: «يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ». 

حكم التكفير

وأفاد بأن التكفير فتنةٌ ابتليت بها المجتمعات قديمًا وحديثًا، ولا يقول به إلا متجرئ على شرع الله تعالى أو جاهل بتعاليمه، ولقد بينت نصوص الشرع أن رمي الغير بالكفر قد يرتدُّ على قائله فيبوء بإثمه، والتكفير حكم على الضمائر يختص به الله سبحانه وتعالى دون غيره، فإذا قال الشخصُ عبارةً تحتمل الكفر من تسع وتسعين وجها وتحتمل عدم التكفير من وجه واحد فلا يرمى بالكفر لشبهة الاحتمال؛ اعتدادا بقاعدة «ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين».

حكم الهجرة بعد وفاة النبي

وواصل: أن ما ينادون به من وجوب هجرة الأوطان لا أصلَ له، والأصلُ عكسُه، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- «لا هجرة بعد الفتح»، ومن هنا فإن دعوة الجماعات الإرهابية للشباب لترك أوطانهم والهجرة إلى الصحارِي والقِفَار، واللحوق بالجماعات المسلحة فرارًا من مجتمعاتهم التي يصمونها بالكُفر هذه الدعوة مبعثُها الضَّلال في الدِّين والجهل بمقاصد شريعة المسلمين، والحكم الشرعي الذي يعلنه علماء الإسلام من الأزهر الشريف: هو أن من حق المسلم  أن يقيم في أي موضع من بلاد المسلمين أو غيرها متى كان آمنًا على نفسه وماله وعرضه، ومتمكنًا من أداء شعائر دينه.

وأكمل: أما المدلولُ الشرعي الصحيح للهجرة في عصرنا هذا فهو ترك المعاصي والهجرة لطلب الرزق والتعلُّم، والسعي في عمارة الأرض، والنهوض بالأوطان، موضحًا: أنه على هذا يجب تصحيح ثقافة الناس حول مفهوم الحاكمية من خلال نشر عقيدة أهل السنة، وبيان أن الحكم البشري المنضبط بقواعد الشرع لا يتعارضُ مع حاكمية الله، بل هو منها.