الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الصلاة في المسجد المتنقل بعد إنشائه على ظهر سيارة باليابان؟ الإفتاء تجيب

حكم الصلاة في مسجد
حكم الصلاة في مسجد متنقل بعد إنشائه على ظهر سيارة باليابان

أنشأ شاب يابانى مسجدًا متنقلًا على ظهر سيارة بتكلفة 900 ألف دولار على مساحة 42 مترًا مربعًا باستيعاب نحو 50 مصليًا، وذلك للترويج لأولمبياد صيف 2020 في طوكيو، ويهدف الشاب اليابانى بإنشاء هذا المسجد لنشر الوعى عن المسلمين.

وفور انتشار فيديو وصور لهذا المسجد المتنقل، علقت كثير من الأسئلة في أذهان المسلمين، هل يجوز الصلاة في هذا المسجد، وهل يطلق عليه مسجد أم مصلى، وللإجابة عن هذه الأسئلة اعتمدنا على دار الإفتاء المصرية، وآراء الفقهاء.

قال الشيخ خالد فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي، وأمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز الصلاة في هذه السيارة إذا كانت ثابتة ومستقرة على الأرض وفي اتجاه القبلة، ويؤذن فيها للصلاة ونؤدي العبادة كما علمها لنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أركانها وشروطها، فتكون الصلاة صحيحة.

الفرق بين المسجد والمصلى
وفرق أهل العلم بين المسجد والمصلى بأن الأول هو ما وقف للصلاة فلم يعد مملوكًا لأحد، وأن الثاني هو ما اتخذ للصلاة من غير وقف، فلم تزل ملكية صاحبه عنه. 

فإذا كان المسجد الذي أنشأه الشاب الياباني لم يوقف للصلاة وإنما هيئ لها مؤقتًا فهو مصلى، فلا يأخذ حكم المسجد، فلا يصح الاعتكاف فيه مثلًا في رمضان، لقول الله تعالى: «وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ» (البقرة:187).

واختلفت عبارات الفقهاء في حده وبيان المسجد، ومن تعاريفهم:
هو المكان المهيأ عرفًا للصلوات الخمس.
هو المبنى الموقوف المخصص للصلوات الخمس المفروضة وغيرها.
هو بقعة من الأرض تحررت من التملك الشخصي وعادت إلى ما كانت عليه لله تعالى وخصصت للصلاة والعبادة.
هو مكان مخصوص له أحكام مخصوصة، بني لأداء عبادة الصلاة وذكر الله وقراءة القرآن.

الآثار المترتبة على التفريق بين المسجد والمصلى كثيرة، وتتركز على ثلاث نقاط رئيسية:

- يعمر المسجد بالصلوات الخمس المفروضة وبذكر الله، بينما المصلى لا يعمر بذلك، وأن هذا الفرق من أهم الفروق وأساسها، وأن ما بعده متفرع عنه.
- أن للمسجد حرمة أعظم من المصلى، ولذا اختلف الفقهاء في كثير من المسائل التي تقلل من حرمة المسجد وهيبته مثل: دخول الحائض، واتخاذه طريقًا ونحو ذلك.
- إن للمسجد سننًا خاصة به، مثل: الاعتكاف، ودعاء دخول المسجد والخروج منه وركعتي تحية المسجد.

شروط الصَّلاة وشروط صحة الصَّلاة
كغيرها من العبادات والأعمال لا تعتبر صحيحةً إلا بتطبيق شروطها التي جاء النّص القرآني والنَّبويّ بها، والشَّرط في لغة العرب هو العلامة والأمارة والدَّليل، وفي الشَّرع هو الفعل اللَّازم لقبول العمل أو ردِّه.

وشروط الصَّلاة هي التي تتوقف عليها صحة الصَّلاة؛ فإذا لم تستوف شروطها لم تصِح الصَّلاة.

شروط الصَّلاة تنقسم قسميْن، هما: شروط الصَّلاة الواجبة: وهي الإسلام. ثبوت العقل والإدراك والفهم. التَّمييز. البلوغ. عدم وجود الموانع التي تمنع الصَّلاة كالحيض والنفاس والجنابة، والطهارة من الحدث الأصغر والأكبر.

شروط صحة الصَّلاة
وهي خمسة شروطٍ لابُد من توافرها وهي:
دخول الوقت: أي وقت الصَّلاة والذي يبدأ من الأذان ويسّتمرّ حتى أذان الصَّلاة التَّالية. ومن غَفِل عن إحدى الصَّلوات أو كان نائمًا وخرج وقتها وبدأ وقت الذي يليها؛ فعليه قضاء الصَّلاة الفائتة متى ما تذكرها فورًا.

ستر العورة: والعورة في الشّرع هي كلُّ ما يجب تغطيته، ويقبح ظهوره ويُستحَى منه، ويُعتبر كشّف العورة من الفواحش؛ فستر العورة من الفضائل والأخلاق الرَّفيعة التي يتوجّب الالتزام بها في الصَّلاة وغيرها. وعورة الرَّجل الواجب سترها المنطقة من الجسد الواقعة ما بين السُّرة والرُّكبتيْن، أمّا المرأة فكلُّ جسدها عورةٌ يجب ستره.

اجتناب النَّجاسة: فعلى المُصلِّي اجتناب النَّجاسة في البدن والثَّوب والبقعة التي يقف عليها للصَّلاة، ومن الأشياء التي تُسبب النَّجاسة: الميتة، والدَّم، والخمر، والبول، والغائط؛ فيجب على المُصلِّي إزالة النَّجاسة قبل البدء في الصَّلاة، أمّا من علم بالنَّجاسة بعد الصَّلاة؛ فصلاته صحيحةٌ، ومن علم بها أثناء الصَّلاة؛ فعليه إزالتها فورًا وإلا بَطُلت صلاته.

استقبال القِبلة: والقِبلة هي الكعبة المُشرّفة؛ فعلى جميع المُصلِّين من كافّة أرجاء الأرض التَّوجه نحو الكعبة في صلاتهم الفريضة والنَّافلة.

النِّية: يُقصد بالنِّية شرعًا هي العزم والقّصد على فِعل أمرٍ تقربًا وإرضاءً لله تعالى وامتثالًا لأوامره، ومحلّ النِّية هو القلب؛ فلا حاجة للتّلفظ بها عند فعل العبادة، ومن تلفّظ بها فهو مبتدعٌ لعدم ثبوت ذلك عن النَّبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه؛ فعلى المسلم أنْ ينوي ويعقد العزَم في قلبه الصَّلاة التي يريدها؛ فلا يقل عند الوقوف بين يدي الله: نويتُ صلاة الظُّهر أو غيرها وإنَّما يقل: الله أكبر- تكبيرة الإحرام- ويَشرع في صلاته.

اقرأ أيضًا: