الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الساجد والمساجد


قيل فى الأثر القديم  الحفاظ على الساجد أهم من المساجد . وتتبعا لهذه المقولة نجد أن الأديان السماوية كلها كانت تضع الإنسان على رأس الاهتمامات ان لم يكن هو الاهم على الاطلاق، فمن أجل الإنسان خلقت الدنيا بكل مافيها من مباهج وحياوات.

ولأجله سخرت المخلوقات كافة وصار هدفها الأوحد هو هذا المخلوق الذى كرمه الله سبحانه وتعالى وامر الملائكة بالسجود له وعندما لم يطع ابليس الله جل علاه واغوى آدم وحواء جاءت مشيئة الله باخراجهم كلهم ادم وحواء وإبليس اللعين من الجنة وهبوطهم إلى الأرض فى حرب أبدية وصراع ازلى بين الخير والشر الحلال والحرام.

ولان الإنسان كان أكثر شيء جدلا أصبحت الأزمات بصفة خاصة هى من تظهر جواهر ومعادن وأخلاقيات وتعليم الإنسان ومدى فهمه واستيعابه لأى من الأزمات، إلى أن جاءت أزمة فيروس كورونا المعروف بكوفيد ١٩، وبعيدا عن كل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية أطل علينا الشق الدينى بقامته عاليا ولكن ظهر بجانبه المتأسلمين ومدعى التدين ليدلوا بدلوهم العكر.

ففى الوقت الذى أكد فيه الأزهر الشريف على لسان شيخه الجليل الدكتور أحمد الطيب وكافة الجهات الدينية المبجلة أن الإسلام وكافة الأديان السماوية تحرص على حياة الإنسان وإبعاده عن المخاطر والأخطار، وتأكيد فضيلة الإمام الجليل  بالبرهان والدليل أن غلق المساجد لحين انتهاء الأزمة هو من باب درء المخاطر، وبأن التاريخ والإسلام وكل المآثر الدينية تحدثت عن معالجة أزمات أصابت الإنسانية فى مقتل كالطاعون والكوليرا والظواهر الطبيعية الجامحة كالسيول والعواصف عالجتها بمبدأ واحد وحيد وهو مواجهتها بالعقل الذى يقتضى التزام اهل الوباء او المصيبة بالبقاء فى بلدانهم وبيوتهم لحين انقشاع الغمة ، رغم كل هذه البراهين إلا أن المتاجرين بأرواح الشعوب تحت عباءة الدين انتهجوا نهجا مغايرا لذلك ؛ وصاروا يتحدثون عن التشكيك فى ماهية اغلاق المساجد وبان استمرار إغلاقها سيزيد من غضب الله على أهل المساجد والدنيا كلها، هؤلاء الحناجر المسمومة تستمد قوتها من التمويل المعادى للإنسانية ومن فكر متشدد باطل البرهان والنهج . ولايخفى على الكل أن هذا الفريق البغيض استغل الجهل والفقر ليبث سمومه القذرة.

أصحاب هذا الطريق غير المستقيم يطلون برؤسهم القبيحة من كافة المناحى وخاصة وسائل التواصل الاجتماعى التى على قدر ما لها من أهمية على قدر مافيها من ضرر يستدعى وضع ضوابط للتعامل بها ومن خلالها وخاصة ان المتابعين لها كثر ومن شتى الطوائف والعقليات والانتماءات والاتجاهات. فى زماننا هذا لا تختلف القيم الدينية عن بدايتها والتى تتمثل بان النفس البشرية هى الغاية والمقصد والحفاظ عليها هو الاهم وان من احياها فكأنما احيا الناس جميعا ومن اماتها كأنما امات الناس جميعا.. ويبقى ان نتساءل ونسأل هل من رشيد يجنبنا تخاريف هؤلاء المرتزقة الافاكين ؟؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط