الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشريف ورامز


منذ أن وطأت قدمى مبنى ماسبيرو العتيق وأنا أنهل من خبرات وعلم اعلام هذا المكان التاريخى. أذكر اننى اول مرة رأيت فيها وزير الاعلام الاسبق صفوت الشريف كانت بالمصادفة حينما شب حريق فى احد الادوار وأنا للامانة لم اكن اعرفه فأنا حينها كنت لازلت فى مقتبل عمرى اعمل فى اخبار الاذاعة وتحديدا فى اخبار اذاعة الشرق الاوسط.


وإذا بى اجده امامى ولا انكر انه كان ذا هيبة وطلة تجبرك على العودة خطوة للوراء ولكنى لم أفعل واستكملت طريقى فى طرقة الدور الرابع وهو يستشاط غيظا من الاهمال ومن تسيب من يعملون ومن كانوا سببا وراء هذا الحريق واستوقفنى ساعتها ماسمعته من الفاظ يوجهها لهم كانت خارجة مما جعلنى اتوقف وانظر اليه مندهشة ممن يتفوه بتلك الالفاظ فاذا بواحد ممن حوله يطلب منى الذهاب بعيدا واجدنى رافضة لهذا الامر مستنكرة مايطلبه منى وبكل عفوية اقول له خليك فى حالك هو انت مش قادر على الحمار هتتشطر على البردعة .


 وإذا بكل من حوله يجرون نحوى ويهمون بقتلى كما تصورت ساعتها ولانى تربيت فى بيت علمنى فيه ابى  رحمة الله عليه ان كل البشر تراب فقط يوجد تراب علوى واخر سفلى ولكننا فى النهاية متساوون وعليه فلماذا الخوف مادامت النهاية واحدة سواء كان اميرا او غفيرا، تسمرت فى مكانى ولم اسكت بل قلت لهم ايه يعنى كده خفت انا وهجرى .


ولم اكمل كلامى واذا به يتقدم نحوى وأرى ملامحه مطمئنة ويقول لى بهدوء واعتقد بنظرة اعجاب بشجاعتى وعدم هيبتى وهو لايعلم اننى لا ادرى من هو فى الاصل ، فقال لى اسمك ايه وبتشتغلى فين ؛ ولا أدرى لماذا شعرت ساعتها بأنه يهددنى بذلك فقلت له وحضرتك بأه هترفدنى يعنى عشان تراضيهم ولا ايه ؛ ولا يهمنى انا خريجة اعلام وميت الف مكان يشرف بانى اشتغل فيه ، انا اسمى كريمة ابو العينين محمد باشتغل فى تحرير اذاعة الشرق الاوسط . فتبسم كابتسامة سيدنا سليمان حينما سمع النملة تطلب من زملائها الابتعاد  عن طريق سليمان وجنوده حتى لا يحطمهم تحطيما ؛ ذلك ما شعرت به ساعتها عندما جاءت عيناه فى عينى فقد شعرت برهبة حينها الا ان غرورى وصغر سنى جعلنى اتجاهل هذا الشعور وانتظرت ما سيقوله فقال بهدوء غريب ، تعرفى انى اول مرة حد يكلمنى كده ولكن لكِ عذرك فأنت لا تعرفى بالتأكيد من انا.


واستكمل قائلا هل تعرفين من انا؟ فقلت وانا بكل عفوية وبلا دراية الوزير .. ولا ادرى وقتها ماذا حدث كل ماسمعته ضحكات عالية متواصلة منه وصوته متقطعا ايوه انا الوزير ، واستكمل قائلا وانت حد محترم وشجاع وانا مفتقد الشجاعة ديه ، ومد يده مرحبا بى قائلا لو فيه اى حد ضايقك او اى موقف اتحطيتى  فيه مظلومة متتردديش فى انك تطلبينى فورا . وكان ذلك اللقاء بمثابة جدار قوى أستند اليه معنويا وكلما اشتدت بى المشاكل اتذكر موقفى مع الوزير وشجاعتى فأجدنى اقوى مما كنت واصلب . اللقاء الثانى كان بعدها بسنوات قليلة وكان ثمة خطأ أذاعته بعض القنوات وأراد سيادته ان يتأكد من خلالنا من صدق الخبر وهل بالفعل مر علينا من خلال الوكالات وعندما رآنى سلم علىّ وقال خلاص كريمة هتجيب الخبر اليقين فعندها يقطع كل شك باليقين .


وبالفعل احضرت له ما طلبه وقام يومها بصرف مكافأة كبيرة لكل الشيفت وانا على رأسهم . اللقاء الاخير كان فى ندوة فى احد الفنادق عن ضرورة فرض الدولة لتشريعات واحكام لضبط الاداء الاعلامى ومنع من يقدمون برامج تافهة ومقالب وكان حينها ابراهيم نصر قالب الدنيا ببرنامجه الفكاهى زكية زكريا وغيره.


وتحدث الحضور والكل يتبارى بضرورة تشديد وتغليظ وترهيب واذا به يقول جملة واحدة : الريموت هو من يتحكم ياسادة ؛ فى يدك وسيلة تعبك وراحتك لماذا تضخم الامور وتحمل نفسك وتحملنا معك مالا طاقة لك ولا لنا به . تذكرت الان مقولة صفوت الشريف خلال الزوبعة المثارة كعادة كل رمضان حول النجم رامز جلال الذى يستضيف اناسا راضين بما يفعل بهم  تحت أى سبب ؛ سواء مزيدا من الشهرة او المال او التقرب الى اصحاب القنوات المربحة المهيمنة ، الضيوف راضون والاخرون مستاءون ولسان حال الوضعية تقول : ابوها راضى وانا راضى مالك انت ومالنا ياقاضى ..رحم الله ايام الوزير الشريف وهنيئا لرامز ولاعزاء للمشاهدين..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط