الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: الاختيار بين المنسي وعشماوي

صدى البلد

أتابع وبشدة كما يتابع غيري في مصر و في العالمين العربي والإسلامي مسلسل (الاختيار) هذا العمل العملاق الذي يسطر عبر الدراما المصرية بطولات قواتنا المسلحة الباسلة في سيناء الحبيبة وكذا بطولات المخلصين من قبائل سيناء على أرض الواقع.

لحظات من الفرح والحزن نعيشها في كل حلقة وفي كل مشهد من مشاهد الإختيار.
نفرح حين نجد قواتنا حققت انتصارا وتصفية لهؤلاء الخوارج أعداء الوطن والدين.
كما نحزن حين نجد من يسقط من قواتنا الباسلة برصاص أنجاس أهل الأرض...
وإذا كانت أحداث المسلسل الدرامي تعيد لنا شريط الذكريات إلا أننا جميعا عشناها وكأنها تجددت مرة أخرى كوليدة للحظة رؤيتها ....!
فارتفعت الأصوات هاتفة الله أكبر عقب كل نصر  وضربة تسددها قواتنا الباسلة في نحورهم .
كما ارتفعت الأصوات ذاتها لاعنة هذا الإرهاب الغاشم وكل من موله وسانده بالفعل أو حتى بالقول.
المنسي وعشماوي درس ممتد عبر الزمن في الحياة و في أصول التربية و في كيفية صنع الرجال كالأول
وأيضًا في كيفية إخراج المشوهين و أشباه الرجال كالأخير!
_تسابق الجنود للخروج مع المنسي في مهمات قتالية كان الجميع يعلم أن نسبة العودة منها بسلام قليلة و لكنه زرع العقيدة العسكرية الوطنية في أبنائه المقاتلين فكان يحترم عقولهم وشخصياتهم كيف لا وقد زرع فيه والده الطبيب الإنسان صابر المنسي أسس القيم والأخلاق والتحاور والانتماء للوطن حيث رأي كشف والده الطبيب في عيادته لا يتعدى بضعة من الجنيهات رغم شهرته وتمكنه ...
 بل رأى رحمته بأن يشتري الدواء من جيبه الخاص لمن لا يستطيعون الشراء!
كان قائدا بكل ما تعنيه كلمة القائد فلم ينقاد يومًا لأحد بل كان العقل والنقاش الهادىء هو سلاحه للوصول للحقيقة.
في المقابل كانت تربية "على عشماوى"لابنه هشام تعتمد على تحطيم روحه المعنوية و إفقاده ثقته في نفسه فكان دائمًا ما يتعامل معه بعنف مبالغ فيه و دائمًا ما ينتقده و يسفه من آرائه وتصرفاته أمام الجميع. 
النتيجة أن خرج لنا هشام العشماوى فعلى الرغم من كفائته العسكرية الا انه كان مكروه من الجميع سواء زملائه او جنوده فقد كان يعتمد على العنف في إلقاء الأوامر و يتجاهل الظروف و المشاعر الإنسانية لجنوده ولا يغفر لهم أقل الأخطاء!
_ثم رأينا سالم أبولافي شيخ شباب الترابين ينضم إلى صفوف وطنه مدافعا عن الأرض والعرض متصديا للدواعش بكل ما أوتي من قوة بعد حياة من التشتت والضياع فيلقى حتفه شهيدا لتختم له نهاية شامخة من العز والشرف مرتفعا إلى مصاف العظماء في سجل الخالدين.
وبعد هذا كل ؛؛؛لا تنمية في سيناء بلا أمن، ولا أمن إلا بما تقوم به اليوم القيادة السياسية بمراجعة السياسات الخاطئة التي طالما تجاهلت حقوق أهالي سيناء في إحداث تنمية حقيقية شاملة تضرب الإرهاب في مقتل .. فيسناء بوابة مصر ومصر بوابة العالمين العربي والإسلامي .
والغريب في الأمر أن نجد في حياتنا اليومية من يتعاطف مع الجماعة الدموية وكثيرا يتبادر إلى عقلي السؤال إلى أي فصيل من المخلوقات ينتمي هؤلاء الذين لا عقل لهم ولا قلب ولا أدنى روح تدرك وتبصر الامور ولكن قطع تساؤلي صوت قادم من هناك حيث أعماق الضمير والإنسانية يقرر:
اذا ارتدى الحمار قناع الأسد ليرتفع الى مجلس الأسود و يحضر مجلسهم ، بقي حمارا ، يكشف عنه صوت نهيقه عندما يحاول الزئير!
‏ وختاما؛؛؛فمن أجمل ما وقعت عليه عيناي على صفحات السوشيال ميديا هذه المناظرة الضروس بين التلميذ ومعلمه .. حتى وإن كانت من نسج خيال قائلها إلا أنها حوت الكثير من المعاني الوطنية ما تعجز الأقلام عن ترجمتها:
الأستاذ للتلميذ:
أين تقع مصر؟
التلميذ:
مصر لن تقع 
الأستاذ:
أنت لا تعرف الجغرافيا 
التلميذ:
وأنت لا تعرف التاريخ!