الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رؤساء وعامة


استوقفنى خبران أولهما يقول اعتذار رئيس النمسا عن مخالفته لقوانين الحظر المعمول بها فى المطاعم . متن الخبر يقول إن الرئيس النمساوى كعادته منذ ردح من الزمن يصطحب زوجته وبعض من أصدقائه لتناول الطعام فى هذا المطعم الشهير وأنه مع تخفيف الإجراءات وعودة العمل بالمطاعم بالشروط الوقائية قام الرئيس النمساوى بالحجز فى المطعم وتناول وجبته مع المقربين منه وأولهم بالطبع زوجته ولكن الوقت يمر ويأتى موعد الحظر فيقوم صاحب المطعم بإبلاغ الرئيس بضرورة المغادرة ؛ وعلى الفور يخرج الرئيس ومن معه ويعتذر لصاحب المطعم ويتناول مشروبه فى حديقة المطعم ومن هنا جاءت الأزمة وتناولت وسائل الإعلام الخبر واصفة ذلك السلوك بأنه مرفوض ولا ينبغى أن يصدر من رئيس دولة يعلم كل العلم أهمية أن يكون قدوة وألا يستغل وضعه فى إفساد منظومة الدولة المتعامل بها، إلى هنا وأنت تتابع باعجاب وتقدير إلى أن يزداد إعجابك أكثر ويفاجئك الرئيس المبجل باعتذار رسمى مذيل باستعداده لدفع أي غرامة تقع على صاحب المطعم بسببه. 

نقطة ومن أول السطر ونأتى للخبر الثانى الذى يتحدث عن رفض رئيس وزراء هولندا زيارة أمه المحتضرة تنفيذا للتعليمات والإجراءات الوقائية، شتان بين الخبرين وخاصة أن الأخير قابض نفسيا فلك أن تتخيل أم فى أنفاسها الأخيرة تطلب رؤية ابنها وهو يرفض لأنه ملتزم بإجراءات البقاء على قيد الحياة، هل تتصور أثر هذا الخبر شعوريا ناهيك عن مغزاه السياسى والتوعوى، فهو خبر مؤلم بكافة المقاييس.

إذا انتقلنا من الغرب المتحضر وجئنا إلى منطقتنا ستتزاحم عليك الأخبار من بينها اختطاف مجموعة من الأبناء جثة أمهم المتوفاة بالكورونا لدفنها متخطين الإجراءات الوقائية عملا منهم بموروث إكرام الميت دفنه، وخبر آخر يناقض ذلك الخبر يقول رفض أبناء استلام جثة أبيهم المتوفى بالكورونا وقيام طاقم التمريض بدفن الجثة وإقامة مراسم الدفن لها. 

مجال المقارنة بين الأخبار غير وارد فى الأساس ولكن الهدف إظهار آثار الأزمات على العلاقات الإنسانية وكأننا اقتربنا من يوم القيامة وأصبح كل فرد يريد أن ينجى بنفسه ويزحزح عن الإصابة بكورونا ويواصل الحياة برغم ماجد عليها وفيها من تغير وتغييرات.

هل صرنا على مقربة من حالة إنسانية جديدة تتلخص مفرداتها بأنا ومن بعدى الطوفان؟ هل ستتجسد آثار كورونا فى مزيد من الأنا وعدم الاهتمام بالآخر؟ هل سيصبح عالم ما بعد كورونا هو العالم الفردى الذى يعيش كل شخص لنفسه فقط؟ هل وألف هل اخرى فى انتظار ما ستأتى به الأيام وتتكشف فيه الأزمات وتخبرنا وتنشر لنا وتوضح ماذا بعد كورونا !!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط