الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة العلاقة بين الكنيسة والنهر.. مباركة البابا تواضروس لمياه النيل ليست الأولى في تاريخ البطاركة

قداسة البابا تواضروس
قداسة البابا تواضروس الثاني

  • البابا تواضروس يبارك مياه النهر في تذكار دخول السيد المسيح مصر
  • القس بشارة: النيل نهر الحياة لمصر وله إشارات عديدة في الكتاب المقدس
  • الباحث ماجد كامل: الكنيسة لا تنس الوطن والأرض والنيل
  • محمد علي طلب من البابا بطرس الجولي الصلاة من أجل حل مشكلة جفاف مياه النيل في زمنه

 


ارتبطت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ تأسيسها بنهر النيل مصدر الحياة لكل المصريين، هذه العلاقة القوية امتدت على مدار السنين، حيث تحرص الكنيسة في صلواتها دائما أن تطلب إلى الله من أجل مياه النيل ومن أجل بلادنا مصر وأيضا من أجل الرئيس والجند والوزراء وجميع بلادنا.


صورة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أثناء تواجده في كنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادي في قداس عيد دخول السيد المسيح مصر وهو يلقى المياه المقدسة في نهر النيل، لفتت انتباه العديد من المتابعين، وموقع "صدى البلد" يرصد علاقة الحب بين الكنيسة المصرية وبين نهر النيل الذى ذكر في الكتاب المقدس أكثر من مرة وفي مناسبات عديدة.


اقرأ أيضا:

البابا تواضروس يبارك مياه النيل في الاحتفال بعيد دخول السيد المسيح مصر.. صور

من كنيسة العذراء بالمعادي..البابا تواضروس يترأس قداس عيد دخول السيد المسيح مصر


ويقول القس بشارة القس غبريال إن النيل هو نهر الحياة بالنسبة لمصر، وهو يجري في الشمال الشرقي من قارة أفريقيا، ولعله لا يوجد نهر آخر له من الأهمية فى تاريخ البلاد التي يجري فيها، مثلما هو حادث في نهر النيل.


وأضاف أن هناك إشارات عديدة لنهر النيل في الكتاب المقدس، خاصة في أسفار موسي الخمسة، في قصة نزول يوسف إلى مصر واستدعائه لعشيرته، وتفسيره لأحلام فرعون التى كانت تدور حول النهر (تك 37 - 5)، وقصة ولادة موسى، وإلقائه فى النهر، وانتشال ابنة فرعون له، ثم ما أنزله الرب على يديه من ضربات، وكانت الأولى والثانية منها موجهة رأسًا إلى النهر. 


ويقول الباحث ماجد كامل إنه حين أراد الرب ان يصف أرضا خصبة قال عنها (كجنة الرب كأرض مصر) في سفر التكوين، وكذلك جاء في سفر أشعياء النبي (مبارك شعبي مصر) "اش 19 :25"، موضحا أن الكنيسة القبطية اختصت الأرض المصرية بصلوات بالغة الروعة والعمق؛ ففي القداس الإلهي يصلي الكاهن (اصعد المياه كمقدارها كنعمتك؛ فرح وجه الأرض؛ ليروي حرثها؛ ولتكثر أثمارها؛ أعدها للزرع والحصاد؛ ودبر حياتنا كما يليق".

ويضيف: "في صلوات اللقان رتبت الكنيسة لتقام في ثلاث مناسبات كنسية؛ هى عيد الغطاس المجيد، وخميس العهد وعيد الرسل، في هذه المناسبات الثلاثة يوضع اللقان مملوءا بمياه النيل؛ ففي لقان عيد الغطاس يصلي الكاهن ويقول (نهر جيحون "اي النيل " أملأه من بركاتك؛ بارك اكليل السنة بصلاحك؛ يارب اسمعنا وارحمنا)، وفي لقان خميس العهد تصلي الكنيسة من أجل الأرض والنهر، وفي لقان عيد الرسل الموافق  "5 ابيب – 12 يوليو" وهو موسم الفيضان السنوي يصلي الكاهن قائلا: "بقاع مصر أملأها من الدسم؛ وليكثر حرثها؛ وتتبارك ثمارها؛ نطلب إليك أيها المسيح الهنا استجب لنا وارحمنا؛ ولتفرح كل بلاد مصر، والأرض تتهلل بفرح من جودك، واحرس هذه المدينة وسكانها نطلب إليك أيها الرب الهنا".


وخلال صلوات البصخة وأسبوع الآلام؛ لا تنس الكنيسة الوطن والأرض والنيل؛ فتصلي من أجل مواردها وأبنائها؛ فتقول: "يا الله تراءف علي العالم بعين الرحمة والرأفة؛ وبارك في غلات الأرض واصعد مياه النهر وهب اعتدالا للمناخ ونيل مصر باركه في هذا العام وكل عام، وعلنا نحن البشر نسألك يا رب اسمعنا وارحمنا".


ورتبت الكنيسة القبطية يوم 12 بؤونة ليكون عيدا لرئيس الملائكة ميخائيل؛ والأصل في 12 بؤونة أنه كان عيدا فرعونيا قديما؛ كان المصريون القدماء يقيمونه احتفالا "بحاعبي" إله النيل، ولما آمنت مصر بالمسيحية؛ تحول هذا العيد عندهم إلي عيد لرئيس الملائكة ميخائيل؛ حيث يشفع إلى الله من أجل صعود مياه النيل.


ومن القصص التي جاءت في تاريخ البطاركة عن البابا يؤانس السادس عشر (1626- 1718) البطريرك رقم 103؛ والملقب بالطوخي أنه حدث جفاف عظيم في أرض مصر، وكان ذلك عام 1422 للشهداء الموافق 1706 ميلادية؛ فتوجه البابا يؤانس إلي كنيسة العذراء بالمعادي ومعه جماعة من الكهنة وصار يصلي قداسا كل يوم؛ ويصلي علي قليل من الماء في ماجور صغير من الفخار؛ ثم يلقيه في النيل؛ فتحنن الله الرحوم برحمته علي عباده واستجاب للصلاة؛ وجاء وفاء النيل في الثاني عشر من توت المبارك واطمأنت الخلائق. 


وحدث أيضا في عصر البابا بطرس السابع (1809- 1852) البطريرك رقم 109، والملقب بالجاولي؛ جفاف عظيم في مصر؛ وكان ذلك عام 1550 للشهداء الموافق 1834 م؛ فطلب الوالي محمد علي من البابا بطرس الصلاة من أجل هذا الأمر؛ فتوجه البابا مع مجموعة من الأساقفة؛ وخرج إلى شاطئ النهر؛ وأقام القداس؛ وبعد نهاية القداس قام بغسل أواني الخدمة؛ وطرح المياه مع قربانة من الحمل المبارك في النهر؛ ففاض النيل في الحال؛ وبعد ذلك زادت مكانة البابا كثيرا عند الوالي وازداد اعتبارا لديه.