غنت لعبد الوهاب وكوب الشرق.. قصة بي كيدودى أم كلثوم أفريقيا.. صور

تجاعيد وجهها تنم عن متانتها، عندما ترى صورها تجد نفسك أمام لوحة فنية تاريخية باقية ما بقي الزمن، صورة لأفريقيا فنت عمرها من أجل الفن، مات جسدها ودفن تحت التراب ولكن بصمتها وصوتها العذب لا يزال يرن فى الأذن المحبة العاشقة للفن النقي، هى المطربة بي كيدودى التنزانية، والتى ظلت تعانى حتى آخر نفس فى حياتها فما هى قصتها.

بي كيدودى سيدة تنزانية كانت عاشقة للفن غنت من أجل إسعاد الناس فقط، لم تبحث عن شهرة ولكن الشهرة هى التى بحثت عن بي كيدودى التنزانية، تمتلك كيدودى قوة صوت لامثيل لها حتى أن البعض أطلق عليها أم كلثوم أفريقيا.

اقرأ أيضا: رحيل الأب الروحي للمسلمين فى جنوب السودان.. من هو السلطان عبد الباقى أيي؟

هذه السيدة التنزانية اختارت العيش فى أفريقيا فلم تترك قارتها وفرت إلى بلاد الغرب كما يفعل البعض، ولكنها أثرت البقاء والعيش فى أفريقيا من أجل توصيل رسالتها، حتى أن منتجها "شو شو" قال إن بي كيدودى لو عاشت في أي مكان في العالم غير تنزانيا لأصبحت مليونيرة بصوتها.

لمدة قرن وهى تغنى لم يعرف اليأس لها طريق، فكيف بسيدة عشقت الغناء وهى فى سن العاشرة، حيث كنت تغنى للزائرين العرب خلال رحلاتهم التجارية لبلاد كيدودى، وهكذا كانت مسيرة الفنانة الملهمة التى لايحتاج صوتها إلى ميكروفون حيث إنها قالت فى أحد اللقاءات: "أنا أغنى لا أحتاج الميكروفون.. أنا أغنى من أجل الغناء".

وتعدت موهبتها حدود تنزانيا وأفريقيا، وأجادت اللغة العربية حتى أنها غنت لعبد الوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم فلم تعرف موهبتها الحدود ولكنها استندت إلى إحساسها وصوتها العذب.

اقرأ أيضا: تنزانيا أول دولة تعلن عودة السياحة.. الرئيس ماجوفلى: عجلة الصناعة تدور قريبا

أم كلثوم أفريقيا أو «الجدّة الصغيرة» كلها ألقاب التصقت بسيدة الطرب فى أفريقيا بي كيدودي والتى عرفت بمدى حبها الحياة والمرح فحتى بعد تخطيها المائة عام لم يكن السن إلا مجرد أرقام بالنسبة لها فصوتها مازال شابا الروح لا تزال مفعمة بالحياة.

بي كيدودى هو اسم الشهرة الذي عرفت به أم كلثوم أفريقيا، ولكن اسمها الأصلي هو فاطمة بنت بركة والتى ولدت في الفترة من 1910 إلى 1920 وتوفيت 17 أبريل 2013.

خلال مسيرتها الفنية حصلت بي كيدودى على العديد من الجوائز والألعاب، حيث إنها لُقبت بملكة الطرب وموسيقى الأونياغو، كما حصلت على جائزة "ووميكس" العالمية سنة 2005،  كما استطاعت حصد وسام الفنون والرياضة التنزاني سنة 2012.

وبعد كل النجاحات التى حققتها بي كيدودى وصل قطار حياتها لمحطته الأخيرة فى 17 أبريل، حيث توفيت أم كلثوم أفريقيا والتى حظيت بجنازة شعبية حضرها جميع عشاقها ورئيس البلاد، هكذا تركت كيدودى الحياة ولكن الحياة لم تترك سيرتها الغنائية التاريخية.