الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اقتصار الحج على أعداد محدودة.. الأزهر: قرار السعودية يتفق مع أحكام الشريعة ونؤيده.. الأوقاف: تصدقوا بنفقته على علاج المرضى.. ودار الإفتاء: من عزم أداء الفريضة مأجور بنيته ولا تسقط عنه

موسم الحج
موسم الحج

السعودية تقصر إقامة حج هذا العام للمقيمين داخل المملكة فقط
الأزهر يؤيد قرار السعودية تنظيم الحج بأعداد داخلية محدودة
وزير الأوقاف: ندعم القرار وناشد من نوى الحج بالتصدق بنفقته على علاج المرضى
دار الإفتاء: من عزم الحج هذا العام مأجور بنيته.. ولا تسقط عنه الفريضة

أعلنت وزارة الحج، بالمملكة العربية السعودية، أن المملكة انطلاقًا من حرصها الدائم على تمكين ضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم من أداء مناسك الحج والعمرة في أمن وصحة وسلامة، حرصت منذ بدء ظهور الإصابات بفيروس كورونا، وانتقال العدوى إلى بعض الدول؛ على اتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية ضيوف الرحمن، بتعليق قدوم المعتمرين والعناية بالمعتمرين المتواجدين في الأراضي المقدسة، حيث لاقى هذا القرار مباركةً إسلاميةً ودولية لما كان له من إسهام كبير في مواجهة الجائحة عالميًا، ودعمًا لجهود الدول والمنظمات الصحية الدولية في محاصرة انتشار الفيروس.

‏‎وأكدت- وفقا لما نشرته "واس"- أنه في ظل استمرار هذه الجائحة، وخطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم، وازدياد معدلات الإصابات عالميًا، فقد تقرر إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وذلك حرصًا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيًا وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية بإذن الله.

بدورها دعمت المؤسسات الدينية في مصر قرار السعودية بشأن الحج.. ونرصد في هذه السطور موقف الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء:

في البداية، أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن قرار المملكة العربية السعودية تنظيم فريضة الحج هذا العام بعدد محدود للراغبين في أداء المناسك لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، هو قرار حكيم ومأجور شرعًا ويراعي عدم تعطيل فريضة الحج والحرص على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وإعلاء حفظ النفس أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، ويدل على وعي قيادة المملكة بخطورة فيروس كورونا، خاصة في ظل الانتشار المتسارع لهذا الوباء الذي يهدد أرواح الناس في كل مكان.

ودعا الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، كل من كان قد نوى الحج هذا العام لأن يبادر إلى التصدق بنفقته على علاج المرضى و مساعدة المحتاجين ، رجاء أن يؤتيه الله أجره مرتين : مرة بنيته  الصادقة ، ومرة أخرى لجودة بالمال وتفريج كروب المكروبين.


وأضاف وزير الأوقاف، في بيان ، أن من فرج عن إنسان كربة من كرب الدنيا فرج الله (عز وجل) عنه كربة من كرب يوم القيامة ، فإن لم ترقَ النفس إلى التصدق بكامل نفقة الحج فببعضها على أقل تقدير ، والحسنة بعشر أمثالها ، " والله يضاعف لمن يشاء " ، وثواب الصدقة وقت العسر والشدة أعظم ، يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) : " حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة " .

وقال وزير الأوقاف، إنه يدعم قرار المملكة العربية السعودية في قصر الحج على أعداد محدودة من الجنسيات المختلفة من الراغبين في الحج هذا العام من الموجودين داخل المملكة في ظل تفشي وباء كورونا وانتشاره عالميا وتزايد أعداد المصابين به.


وأوضح وزير الأوقاف، أن القرار يتسق مع مقصد الشرع في الحفاظ على النفس من جهة وعدم تعطل النسك كلية من جهة أخرى، سائلين الله عز وجل أن يعجل برفع البلاء عن مصرنا العزيزة وعن شقيقتها المملكة العربية السعودية وعن سائر بلاد العالمين.

وقالت دار الإفتاء المصرية إن قرار سلطات المملكة العربية السعودية بإقامة الحج هذا العام بأعداد محدودة من مختلف الجنسيات واقتصارًا على المقيمين داخل المملكة لمواجهة انتشار فيروس كورونا؛ يتفق مع أحكام ومقاصد الشريعة الإسلامية للحفاظ على أرواح وسلامة الحجيج وضيوف الرحمن.

وأشادت دار الإفتاء المصرية -في بيان أصدرته أمس، بجهود المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في خدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة، مشيرة إلى أن سلطات المملكة لا تدخر جهدًا في توفير كافة سبل الراحة وتذليل الصعاب التي تواجه ضيوف الرحمن.
وأوضحت دار الإفتاء في أحدث فتاويها أن نصوص الشرع الشريف دَلَّت على أَنَّ مَنْ نَوى عبادة ولكنَّه لم يستطع القيام بها لعُذْرٍ؛ فإنَّه يُكتَبُ له أَجْرُ ما نوَى من العمل؛ إذ إنَّ ذا النية مثابٌ ثواب العمل؛ قال الله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء :100].

وأشارت إلى أن الأجر والثواب حاصلٌ وثابتٌ لما نوى المسلم فِعْله من العبادات لكنه عَدَل عنه لوجود العُذْر؛ فقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة، فقال: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ»، قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة! قال: «وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؛ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ».

وشددت دار الإفتاء على أن اتخاذ سلطات المملكة لهذا القرار جاء باعتباره ضرورة ملحة فى ظل الظروف الراهنة وما يعانيه العالم من انتشار جائحة كورونا

ودعت دار الإفتاء جميع دول العالم إلى التعاون والتكاتف التام لمواجهة هذا الوباء الخطير، والعمل على مواجهته في أسرع وقت ممكن، وتوجهت بالدعاء إلى المولى عز وجل أن يحفظ البلاد والعباد وأن تنعم البشرية جمعاء بالأمن والسلام والاستقرار.

وقالت دار المصرية إنه نظرًا لما تعانيه دول العالم من «فيروس كوفيد-19» والإجراءات الاحترازية التي قامت بها عدة دول حالت دون الذهاب لأداء فريضة الحج؛ فإنَّ مَنْ عزم مِن المسلمين على الحج هذا العام وحيل بينه وبين الذهاب لأداء فريضة الحج؛ فهو مأجور بنيته كأنَّه ذَهَب لأداء الفريضة.