الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

60 سنة ماسبيرو


شهرنا الجارى يحمل أرقاما غيرت وجه التاريخ لعل اهمها انطلاق التليفزيون المصرى ليصبح منارة المنطقة كلها.

التليفزيون المصرى يحتفل هذا الشهر بستين عام على إنشائه أى نصف قرن ونيف قضيت  أنا ككريمة أبو العينين كبير محررين  مترجمين رئيس  تحرير، قضيت فيه مايقرب نصف هؤلاء الستين ربيعا قدمت إليه فى مطلع التسعينات خريجة كلية إعلام مفعمة بالأمانى والطموح وأمامى عمالقة أمنى نفسى بأن أتتلمذ على أياديهم الكريمة.
 
أذكر أول مرة دخلت ماسبيرو كنت مازلت طالبة فى السنة الثالثة من كلية الإعلام جامعة القاهرة تخصص إذاعة وتليفزيون، أذكر أننى لم أنم الليل الذى يسبق توجهى إلى هذا المكان الذى كان مجرد المرور أمامه يأسرنى ويشعرنى بالفخر والاعتزاز، ارتديت أجمل ما لدى وكأنه عيد ولما لا فهو عيد لى أن أحتفل فى هذا المكان العتيق ، وأجوب طرقاته واتنسم عبقه. 

مضت أيام التدريب وأنا مزهوة وكأننى قد نلت ما أصبو إليه وأتطلع إليه؛  وتلت هذه الأيام أيام أخرى فى السنة الرابعة حيث نهاية المطاف التعليمى واستقبال الحياة العملية وقد كانت فى ماسبيرو،  وفيه التحقت بتحرير الأخبار فى قطاع الأخبار المسموع وبالتحديد فى أخبار إذاعة الشرق الأوسط وفيها دخلت عالم جميل وتتلمذت على أيدى أساتذتى الأجلاء الأستاذة انصاف رياض والسيدة الجليلة زينب صالح وقبلهم تعرفت على هرم المكان حينها الأستاذ أحمد الرزاز رحمه الله فقد كان من أشد المعجبين بأدائى وكان يدفعنى دفعا لأكون مراسلة ولكن للأسف كان ارتدائى الحجاب حائلا دون ذلك، وهو نفس الحائل  الذى منعنى من المثول أمام الكاميرا على الرغم من أدائى كافة الاختبارات أمام الأستاذ طارق حبيب رحمه الله الذى أكد أن وجهى لا يقل روعة عن معلوماتى ولكن لا بد من التنازل عن الحجاب وهو ما رفضته كما أصررت عليه مرة أخرى لمعلمى الرزاز ، أخاف أن أنسى أسماء علمتنى وتعلمت منها  الكثير ومن بينهم الأستاذ بهى الدين شعيب والذى كان منظومة إعلامية وأخلاقية فى نفس الوقت.

من تحرير الشرق الأوسط إلى استوديوهاتها والالتقاء بعباقرة الميكرفون إيناس جوهر ، صديقة حياتى ، محى محمود ، أحمد فوزى  لأعيش معهم مرحلة أخرى من التحول من حالة إلى أخرى فى نفس الوقت فمن البرنامج والضحك أو الجد إلى قراءة الموجز والالتزام والجدية وكان ذلك بالنسبة لى درس جديد فى التعامل والتحكم فى الانفعالات .

 من الشرق الأوسط العزيزة على قلبى وذكرياتى إلى أسرة تحرير أخبار البرنامج العام وهذه مرحلة أخرى مختلفة كلية من عمرى ومن تعاملى فى الخبر ونقله ومتابعته والتعامل مع مذيعى البرنامج العام بما لهم من صفات جادة إلى أبعد الحدود، من الدور الرابع حيث مركز الـأخبار المسموعة إلى الثانى حيث الاستوديوهات والالتقاء بملوك الاثير هالة الحديدى لميس الشناوى علا ناصف اميمة مهران وغيرهم الكثير لا تسعفنى الذاكرة ولا العبارات فى الحديث عنهم وعن العمل معهم . 

وفى مطلع هذه الألفية تركت المسموع وانتقلت الى المرئى حيث العالم المختلف والتعامل غير ، ففى الدور الخامس حيث قطاع الأخبار بكل عوالمه وقاداته ورموزهم هناك اتخذت مكانا ازعم انني مازلت اسعى واجتهد كى أتيقن قبل اى شىء فهنا التنافس اقوى ولا يحكمه إطار كتلك المتعارف عليها اعلاميا فالخبرة والكفاءة والعلم والمعرفة ليست كل مايتم الحكم من خلاله فهناك أخريات فشلت ولن انجح ماحييت فى أن اجرى فى مضمارها ،..

 سنوات قضيتها والتقيت واستمعت وعرفت من الاساتذة الحاليين والراحلين على راسهم الاستاذ المرحوم محمود سلطان وصفاء حجازى وعبد اللطيف المناوى ومحمد موافى و هالة ابو علم وصلاح حاتم وعبد العزيز الحلو وغيرهم كثر ، وهاأنا اقترب من طى مرحلة من عمرى وربما طى عمرى كله الذى قضيت معظمه فى ماسبيرو هاأنا اسير فى ركابه واستنشق عبيره واسترجع ذكرياته واردد دوما ان مبنى ماسبيرو هرم اعلامى راسخ اخرج للامة العربية كلها وللعالم اجمع علامات واساتذة ومنارات اعلامية تشهد وتقر بواقع ان هذا المبنى بنيان قوى قادر على المواجهة والثبات وابطال كل محاولات التقليل من شأنه وقيمه وقيمته ..

سلاما لماسبيرو فى عيده الستين وتحيه لصناع الإعلام الراحلين والحاليين والقادمين وسلام لى ومنى الى كل من علمنى حرفا ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط